السياب وما فعله في صفاقس …سموم بثّها ومازال يبثّها إلى يوم الناس هذا ورغم عديد قرارات الإزالة فإنه مازال جاثما على صدورنا فلماذا كل هذا التراخي في هذا الملف بالتحديد ؟ اولا ضعف السلطة السياسية الجهويّة المتمثلة في والي صفاقس ساهم بقسط وافر في عدم زحزحة الملف لدى الحكومة ثانيا : ملف السياب اصبح لعبة سياسية في يد الاحزاب تستعملها كلما كان ذلك في مصلحتها ولم يكن موضوع تخليص صفاقس من هذا الغول يمتاز بالاولوية عندهم وكل ما نسمعه هو مجرد كلام معسول تطير حلاوته مباشرة بعد سماعه ثالثا : الموقف غبر المفهوم للإتحاد العام الجهوي للشغل والذي يعارض ذلك بكل قوة وتصدّر المشهد يوم 14 جانفي بوقوفه امام باب السياب مدافعا عنه بكل قوة متعللا بمصلحة العملة والموظفين وهو طرح خاطئ لان حقهم هو اول بند في بنود غلق السياب وحتى بعض المنظمات الاخرى لا ترى فائدة في غلقه وكانها تستنشق في صفاقس هواء خاصا ولا تاثير للتلوث عليهم وعلى ابنائهم وهو موقف غريب بحق . الموضوع الاخطر الذي همش مسيرة 14 جانفي هو ركوب الاحزاب على الحدث وخاصة النهضة ونداء تونس مستغلين الموقف لكسب التأييد ووصل الامر ببعضهم إلى تبنى المسيرة والدعوة لها وكانهم من فكّر وخطّط ومن يريد حقا الدفاع عن صفاقس …هذا التمشي عصف بالمسيرة رغم نجاحها النسبي والذي كان يمكن ان يكون اكبر لو لعب كل طرف دوره دون التفكير في الغنائم …إلتفاف الاحزاب على المسيرة وعلى موضوع السياب برمته خلق حلقة مفقودة جعلت بعض الاطراف تنسحب منها وكانه امر مدبّر بكل دهاء للعبث بها وتقزيمها خاصة وان الجميع إستغرب من مساركة الاحزاب التي تكون الحكومة في مسيرة هي بالاساس ضد سياسات حكومتهم لذلك فالطرح الذي يقول ان دخولهم بقوة لهذه المسيرة هو بغاية " تشليكها" لا للمشاركة الفعلية ودفاعا عن صفاقس وهدفهم تقزيم نشاط المجتمع المدني وشبابه الذي فكر وخطط ونفذ هذه المسيرة وتلك هي السياسة خبث ودهاء وقد نجحوا جزئيا ولكن فاتهم ان للصفاقسية ناموس خاص وقوة خاصة وسيغلقون السياب مهما كلف الامر .