تداول نشطاء بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في تونس فيديو للشيخ عبدالفتاح مورو، نائب رئيس "حركة النهضة" الإسلامية، ونائب رئيس مجلس النواب، انتقد فيه بشدة "مصداقية" الطبقة السياسية في تونس. وقد صرح القيادي ب"حركة النهضة" عبدالفتاح مورو، في مقابلة صحافية، الجمعة، مع إذاعة "أي اف ام" قائلاً: "إن جميع السياسيين في تونس، وبما فيهم المنتمون لحركة النهضة كذابون، ويعطون أوهاماً للشعب.. ولا برامج لهم وكلامهم فارغ فقط لجلب الأصوات". وكان الشيخ مورو قد تصدر موقع الشخصية الأولى التي يثق بها التونسيون، خلال استطلاع أجرته مؤسسة "سيغما" للإحصاء، حل فيه الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي في المركز الثاني. مورو رمز التدين التونسي وتعليقاً على هذا الترتيب، قال المحلل والناشط السياسي عادل الشاوش، في تصريح ل"العربية.نت" إن "تصدر السيد عبدالفتاح مورو قائمة الشخصيات السياسية الأكثر شعبية في البلاد متفوقاً علي قيادات الصف الأول لحركة النهضة، التي يشغل فيها خطة نائب رئيس.. يدفع من الوهلة الأولى إلى استخلاص استنتاجين اثنين على الأقل". وأشار الشاوش إلى أن "الاستنتاج الأول يتمثل في أن التونسيين أميل وأقرب إلى من يشبههم في طريقة كلامه ولباسه وحديثه وانفتاحه وضعف انضباطه الحزبي وروح فكاهته". ويضيف الشاوش أن ثاني استنتاج يتمثل في "أن النهضة عليها أن تتأكد أنها ستربح بتقديم الشخصيات التي تترجم نهج الانفتاح والاعتدال والمراجعة، وأن تعتبر بهذا السبر للآراء، على نسبيته أنه يبعث برسالة من المجتمع للنهضة، ليقول لها هكذا نريدكم، حتي لو لم نكن من أنصاركم سياسياً". من جهة أخرى، نشير إلى أن الشيخ عبدالفتاح مورو، وهو من القيادات المؤسسة للحركة الإسلامية في تونس، ينحدر من الوسط الأرستقراطي المديني- الحضري – لتونس العاصمة، وعرف بتدينه التونسي "الأصيل" البعيد عن "الإرث الإخواني". وكان قد علق عضويته في "حركة النهضة"، بداية تسعينيات القرن الماضي، بعد رفضه إقدام مجموعة من شباب الحركة، على ممارسة العنف، حيث أقدم بعضهم من المنتسبين للاتجاه الإسلامي، على حرق منتمين للحزب الحاكم السابق، ضمن ما يعرف بحادثة باب سويقة. بعد الثورة، عاد الشيخ مورو للحركة، لكنه قوبل بصدّ ورفض كبيرين، من قبل شباب الحركة وحتى قياداتها، ولم يستأنف نشاطه صلبها إلا بعد خروجها من الحكم، حيث ترأس إحدى قائماتها في الانتخابات البرلمانية، وهو يشغل الآن منصب نائب رئيس البرلمان. وعرف الشيخ مورو بنقده للكثير من مواقف وسياسات الحركة، وهو ليس من القيادات المعروفة بانضباطها الحزبي، ما جعله يعبر في أكثر من تصريح عن إمكانية مغادرة التنظيم الحركي، بسبب عدم رضاه على الكثير من سياساتها، ورغبته في التحرر من كل رابط سياسي أو أخلاقي مع الحركة التي كان أحد مؤسسيها.