اواصل كتابة هذه السلسة التي بداتها منذ مدة والتي تحمل عنوان // ما وراء الحوار// واتحدث فيها عن الخفايا والاسرار التي تسبق حوارات مهمة اجريتها في حياتي مع مثقفين وسياسيين وكتاب من تونس والعالم العربي . وعادة ما يحتفظ الصحفي لنفسه بهذه الاسرار ولا يكشفها. وهي في غالب الاحيان اسرار يمكن ان تشكل مدخلا لشخصية الضيف..واليوم اتحدث عن ذكريات حوار صحفي من اهم الحوارات التي اجريتها في حياتي مع المفكر الاستاذ الشاذلي القليبي وزير الثقافة والاعلام في عهد الزعيم بورقيبة واول مدير عام للاذاعة التونسية بعد اعلان النظام الجمهوري والامين العام الاسبق لجامعة الدول العربية.. وحوار مع الاستاذ الشاذلي القليبي ليس سهلا وليس بالامكان محاورة المفكر الشاذلي القليبي في كل وقت..كنت في اواسط التسعينات اكتب بجريدة الزمان الصادرة في لندن وكذلك في مجلة الرافد الامارتية وهي مجلة راقية ومراسل لعدة صحف عربية اخرى.وقررت ان احاور الاستاذ الشاذلي القليبي فراسلته على عنوانه بقرطاج واعلمته برغبتي في اجراء حوار صحفي معه. وبعد مدة قليلة وصلتني بطاقة معايدة منه وفيها بخطه الجميل // نعم لاجراء الحديث . اتصل بي //وفرحت جدا واتصلت به في بيته بالهاتف فرحب بي وللامانة اقول انه بادرني بالقول .الست انت الذي كنت مبعوث الاذاعة الى البقاع المقدسة لتغطية موسم الحج فقلت له نعم ووافخر دائما بالرسالة التي وصلتني من سيادتكم لما كنتم على راس وزارة الاعلام والتي قلتتم فيها بالحرف // اتمنى ان يكون كل الصحافيين في بلادنا في مثل حزمك ونشاطك وما اتسمت به من روح المسؤولية //قال لي انا لن اتاخر ابدا عن تشجيع من يستحق التشجيع .وطلب مني مده بالاسئلة. وعدت الى مكتبي واعددت قائمة طويلة فيها اكثر من عشرين سؤالا منها ما يتصل بالاعلام ومنها ما يتصل بالثقافة ومنها ما يتصل بالعمل العربي المشترك ومنها ما يتصل بعلاقته بالزعيم بورقيبة الخ وارسلت له الاسئلة بالفاكس.ومن الغد باكرا اتصل بي الاستاذ الشاذلي القليبي وقال لي اين ستنشر الحديث فقلت له سانشره بمجلة الزمان الجديد في لندن ومجلة الرافد في الامارات وطبعا مجلة مرآة الوسط التونسية..قال لي ايام وتصلك الاجابات .وبالفعل في اليوم الثاني وبواسطة بريد خاص وصلتني الاجابات بخطه الجميل عن الاسئلة التي اختار الاجابة عنها وعددها سبعة اسئلة فيها ما يتصل بالثقافة وما يتصل بالاعلام والعمل العربي المشترك وخاطبني بالهاتف وقال لي اعتقد ان الاسئلة التي اخترتها كافية ثم طلب مني ان ارقن الحوار واعيد ارساله له لمراجعته مرة اخرى ففعلت ووجدته يهاتفني ليقول لي غير هذه الكلمة وفير هذه الجملة وضع فاصلا هنا وعد الى السطر في هذه الاجابة. واستغرق اعداد هذا الحوار واخراجه في صيغته النهائية اكثر من عشرة ايام.. وارسلت الحديث مع الصور لنشر في وقت واحد في مجلتي الزمان الجديد بلندن والرافد الامارتية وتتداول عديد وكالات الانباء العربية فحوى هذا الحوار الصحفي كشهادة احد الفاعلين الكبار في المشهد الثقافي العربي وفي الحياة العربية بشكل عام ——————————-