المسؤول في هذه المدينة يعتبر ان المسؤولية التي اسندت له هي تشريفا وليس تكليفا لذلك نراه او بالاحرى لا نرى الا نصفه الاعلى من وراء مكتبه المكيّف …هذا ان تمكن المواطن من رؤيته …فهو لا يخرج ولا يعاين ولا يفاجأ ولا يعمل اصلا الا العمل الذي لا يقلقه ولا يتعبه …او يقوم بالاعمال التي تلمع من صورته وتبرزه بطلا ومسؤولا كبيرا يخاف على منطقته بينما الحقيقة عكس ذلك ….المواطن بصفاقس يريد ان يرى المسؤولين وخاصة المسؤول الاول في الصفوف الاولى لمعاناته ..يريد ان يراه في طوابير الكنام وطوابير المستشفى …يريد ان يجده عندما تتوقف حركةالمرور نهائيا في اوقات الذروة …يريد ان يراه في السجن وهو يعاين ظروف اقامة السجناء ….امام السياب ليستنشق من سمومها كما يستنشق المواطن ….يريد ان يراه ينتظر بسيارته امام مصلحة الفحص الفني …وان ينتظر وصول الحافلة ويعيش صولات وجولات اصحاب التاكسيات بوبلاصة في باب الجبلي ….المواطن يريد ان يشاهد الوالي في بوشويشة وسوق الحوت وقد يتعرض لسرقة حافظة نقوده تماما كما يحصل له ….ولكن في صفاقس اغلب المسؤولين يختفون وراء مكاتبهم ووراء حملات اعلامية تبرزهم في ثوب البطل …وتبقى المدينة تعاني كاول امس وكالامس واليوم وربما كغد نراه غير واضح بالمرة ….مسكينة صفاقس