بعد تكرّر المواقف المتناقضة الصّادرة عن كاتب عام الجامعة العامة لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي وما سبّب ذلك من إرباك في صفوف القواعد النقابية وفي علاقة الهياكل بالقواعد وبعد أن تأكّد لنا انفراده باتخاذ تلك المواقف وبدون تنسيق مع كل أعضاء المكتب الجامعي، ومن ذلك ما صرّح به أكثر من مرّة وانتقاده لسلطة الإشراف لتجاهلها لموضوع النقاب الذي أثار عديد الإشكاليات خلال السنة الدراسيّة الماضية وتعمّدها عدم اتخاذ موقف واضح وحاسم حول الموضوع (تصريحه في صحيفة الصّريح ليوم الأربعاء 12 سبتمبر 2012 الذي أكّد فيه أنّ النقاب هو من بين أكثر ما يشغل الجامعة العامّة واتهم الوزير بالتلكؤ في اتخاذ موقف واضح من الموضوع) و مطالبته للوزارة باتخاذ موقف واضح وصريح من مسألة النقاب (صوت الشعب العدد 64 الخميس 13 سبتمبر 2012 و الصباح الأسبوعي ليوم 10 سبتمبر 2012) وبالرّغم من أنّنا اعتبرنا أنّ إثارة مثل هذه القضايا الجانبية تشغل القطاع عن قضاياه الحقيقيّة وطالبنا أكثر من مرّة بعدم إهدار الوقت في مسائل شاذّة فإنّنا نتفاجأ بالموقف الجديد للكاتب العام للجامعة العامّة الذي غيّر موقفه فيه 180 درجة واتهم سلطة الإشراف بخذلان الجامعيين بتغافلها عن المشاكل الحقيقية للجامعة والجامعيين وبقرارها طرح موضوع النقاب للحسم داخل مجلس الجامعات لقطع الطريق على المزايدات من كلّ الأطراف ولحماية السنة الجامعيّة من التجاذبات السياسيّة وتأزيم الوضع الجامعي بتعلّة ضبابيّة الموقف في هذا الموضوع، زد على ذلك ما لاحظناه من استمرار التسرّع في اتخاذ المواقف الفرديّة وإصدار البيانات المتشنّجة انطلاقا من القيل والقال، فهل يعقل أن ننسب إلى جهة ما تصريحات أنكرتها عن نفسها بحجّة أنها نقلت على هامش اجتماع رسمي !! وتتمّ الدعوة بناء على ذلك إلى التحرّك وردود الأفعال وكأنّ ديدننا نحن الجامعيون تصيّد القيل والقال ما ثبت منه وما لم بثبت. نرجو أن لا تمرّ هذه السنة كسابقتها في تهميش القضايا الحقيقية للجامعيين بخلق جوّ من التوتّر الغير المبرّربين سلطة الإشراف والجامعيين حتى لا يتم ارتهان العمل النقابي ومصالح منظوري القطاع بكافة أسلاكهم إلى خدمة أجندات غريبة لا علاقة لها بطموحاتهم ومشاغلهم الحقيقية. كما ندعو إلى تجنب التسييس المفضوح للممارسة النقابيّة التي تبتعد بنا كثيرا عن المطالب الحقيقية للقطاع ونحمّل المسؤولية إلى الكاتب العام للجامعة العامّة لحرصه على توتير العلاقة مع سلطة الإشراف مما يحول دون خلق أجواء جدية للوصول إلى أيّ اتفاق في الوقت الذي يجب أن يسود فيه مناخ سليم للحوار والتفاوض لضمان نجاح المفاوضات ولتحقيق مطالب الجامعيين، كما نحمّل مسؤوليّة إيقاف هذا النزيف إلى كافّة أعضاء المكتب الجامعي ونطالبهم باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة العمل النقابي إلى طريق المفاوضات الجادّة البعيدة عن كلّ التجاذبات السياسيّة. عن النقابة الأساسية لأساتذة التعليم العالي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس