في إطار إعداد وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية انجاز دراستين نموذجيتين حول إستراتيجية كل من تونس الكبرى وصفاقس الكبرى في أفق سنة 2050، تم الإعلان عن طلب عروض لانجاز الصور الجوية الرقمية للمدن المعنية بمساحة جملية قدّرت ب 320000 هكتارا. وتأتي هذه الدراسات لتفادي النقائص خاصة في مستوى تخطيط مدن تونس الكبرى وصفاقس الكبرى والتصرف في فضائهما العمراني والمحافظة على خصوصياتهما العمرانية والمعمارية، ويتجلى ذلك من خلال التوسعات العمرانية العشوائية وتدهور المشهد العمراني وبروز أحياء فوضوية على الأراضي الفلاحية المحيطة بهما. كما أنها تأتي لتنفيذ سياسة الدولة في مجال التنمية العمرانية التي تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة والعادلة والمستدامة وتحسين إطار عيش المتساكنين وبما أن المدن التونسية مقدمة خلال المرحلة القادمة على رفع تحديات ورهانات متعددة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والاضطلاع بدورها في تحسين إطار عيش متساكنيها وإعادة هيكلة الأنسجة العمرانية وتأهيلها وإيجاد التوازن بين مختلف وظائف المدينة والعناية بالمظهر العمراني والمعماري. وتواصل إدارة التعمير التابعة لوزارة التجهيز تقديم الدعم والمساعدة الفنية للجماعات المحلية لجعلها قادرة على التحكم في النّموّ العمراني والحفاظ على الرّصيد الوطني من الأراضي الفلاحيّة وذلك بإنجاز الوثائق الخرائطية المحينة والتي تعتبر ركيزة أساسية لإعداد أو لمراجعة أمثلة التهيئة العمرانية الخاصة بها أو لإعداد دراسات نموذجية لما تتضمنه من معطيات تتعلق بالتوسع العمراني والوضع العقاري والمحيط الطبيعي للمدن وللتجمعات السكنية المعنية نظرا لما تشهده المدن التونسية من نمو حضري متسارع خلال العقود المنقضية الذي تسبب في ارتفاع الكثافة العمرانية وفي معدل استهلاك الأراضي المخصصة للعمران سنويا وكذلك الزحف المتواصل على الأراضي الفلاحية مما يعكس الحركية التي تعرفها المدن ببلادنا. كما تعمل وزارة التجهيز على تحيين الإطار التشريعي والرفع من نوعية وثائق التخطيط العمراني وتحيينها بما يواكب الديناميكية العمرانية للمدن، كذلك تعمل على الترفيع في نسبة الكثافة السكنية بأمثلة التهيئة العمرانية وبالتقسيمات العمرانية وذلك بالزيادة في نسبة المساحات المخصصة للسكن الجماعي ، وتكريس البعد البيئي في أمثلة التهيئة العمرانية من خلال الترفيع في نسبة المساحات الخضراء والمنتزهات الحضرية بأمثلة التهيئة العمرانيّة والتقليص من مساحات المناطق الفلاحية داخل أمثلة التهيئة العمرانية وكذلك إعداد دراسات حول الخصوصيات المعمارية.