أخبار تونس – يوافق يوم 5 أكتوبر من كل سنة الاحتفال باليوم العالمي واليوم العربي للإسكان وهي مناسبة تشارك فيها تونس المجموعة الدولية وأشقاءها العرب الذين وضعوا شعارا لهذه السنة ” السكن الملائم للبيئة حق للجميع ” في حين كان شعار اليوم العالمي “التخطيط لمستقبلنا الحضاري”. والاحتفال المزدوج باليوم العالمي واليوم العربي للإسكان هو مناسبة متجددة في تونس للتعريف بالمكاسب الوطنية التي تحققت في مجالات السكن واستشرافا لآفاق المستقبل في الميدان في ضوء التوجهات الجديدة للتشييد التي تهدف إلى اعتماد بناء جديد مستديم يحترم البيئة في نسيج عمراني متوازن يضمن جودة حياة المتساكنين. واحتضنت ضاحية قمرت شمال العاصمة التونسية صباح اليوم، يوما دراسيا نظمته وزارة الإشراف احتفالا باليوم العربي والعالمي للإسكان ضم نخبة من الأخصائيين والفنيين والمعماريين والمهندسين افتتحه السيد صلاح الدين مالوش وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية الذي أشار في كلمته إلى أهمية المناسبة التي جعلت منها منظمة الأممالمتحدة فرصة لتوجيه الأنظار إلى مختلف القضايا المتعلقة بالمستوطنات البشرية بهدف دعم الجهود الهادفة لتوفير السكن اللائق للجميع. وأشار الوزير أن رئيس الدولة يؤمن بأن السكن مقومة لازمة وهامة للتنمية وحق أساسي للإنسان التونسي وهو ما جعله يولي السكن الاجتماعي عناية فائقة عبر توفير الآليات التي تسهل امتلاك المسكن للشريحة السكانية التي لا يتجاوز دخلها مرة واحدة الأجر الأدنى المضمون على أن يتحمل صندوق التضامن الوطني 26-26 قيمة التمويل الذاتي الذي يتعين توفيره من قبل المنتفع مؤكدا أن دعم الرئيس لهذا الصنف سيساعد على حسن معالجة تداعيات البناء الفوضوي. وكان اليوم الدراسي تضمن عددا من المداخلات منها مداخلة حول “تأهيل المهندس المعماري في التخطيط المستقبلي للعمران ” وثالثة خصصت ” لمقومات السكن الملائم للبيئة” وفي ذات السياق البيئي للسكن قدمت مداخلة حول ” الخصوصيات البيئية في المشاريع السكنية ” ومحاضرة أخرى حول “الطاقات الجديدة والمتجددة للمحافظة على البيئة والمحيط” كما تم عرض مداخلة حول التخطيط العمراني أداة فعالة لاستقطاب المشاريع الكبرى. وكان السيد مرشد الشابي رئيس جمعية مخططي المدن قدم عرض متميزا حول مدى استجابة التخطيط الحضري لتغيرات المدن التونسية وأبرز في البداية ملاحظات جوهرية حول التغيرات التي شهدها المجتمع التونسي منذ الاستقلال مشيرا في نفس الوقت إلى جملة التغيرات الهيكلية التي طرأت على التخطيط العمراني في تونس في السنوات الأخيرة الماضية ومدى التوسع الذي عرفته العاصمة وضواحيها التي زادت مساحتها من 10 كلم في الخمسينات إلى 20 كلم في السبعينات إلى 50 كلم الآن وهو توسع أفقي حتم البحث في الوسائل لمواجهة هذا التوسع الحضري الحاد والذي سينقل الإقليم بحكم الترابط الذي نشأ فيه عبر الكثافة السكانية المتزايدة خاصة في العشريتين القادمتين للبحث عن حلول للمشكلات التي تنتج بالحواضر الهامة على جميع الأصعدة والتي تتطلب عملا مشتركا وحلولا متناسقة . وأشار المحاضر أن التغير الذي تشهده تونس على مستوى التخطيط العمراني بفعل توسع وتمدد المدن والقرى يتطلب وضع وإعداد ومراجعة أمثلة التهيئة العمرانية كما يتطلب انجاز دراسات بمختلف جهات البلاد خاصة على الشريط الساحلي الذي يعرف التحول الأكبر بهدف ضمان أوفر الظروف لحياة قوامها العيش في محيط سليم ويتناغم مع المستجدات والتحولات المتسارعة التي تعرفها البلاد .