مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    الإنطلاق في تكوين لجان جهوية لمتابعة تنفيذ برنامج الشركات الأهلية    عميد المحامين يدعو وزارة العدل الى الالتزام بتعهداتها وتفعيل إجراءات التقاضي الالكتروني وتوفير ضمانات النفاذ الى العدالة    جمعية "ياسين" لذوي الاحتياجات الخصوصية تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية أي قرابة 220 ألف سائح اختاروا الوجهة التونسية في انتعاشة لهذه السياحة ذات القيمة المضافة العالية    اختتام الصالون الدولي 14 للفلاحة البيولوجيّة والصناعات الغذائية    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة "تستقطب اكثر من 5 الاف زائر.    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية خلال مؤتمر رابطة برلمانيون من اجل القدس باسطنبول    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    بطولة انقلترا - غالاغر يمنح تشيلسي التعادل 2-2 أمام أستون فيلا    بطولة ايطاليا : تعادل ابيض بين جوفنتوس وميلان    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    القلعة الكبرى: اختتام "ملتقى أحباء الكاريكاتور"    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    سوسة: وفاة طالبتين اختناقا بالغاز    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    تعزيز جديد في صفوف الأهلي المصري خلال مواجهة الترجي    طبرقة: المؤتمر الدولي لعلوم الرياضة في دورته التاسعة    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    اليوم.. انقطاع الكهرباء بمناطق في هذه الولايات    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    اكتشاف أحد أقدم النجوم خارج مجرة درب التبانة    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    كلوب يعلق على المشادة الكلامية مع محمد صلاح    إمضاء اتفاقية توأمة في مجال التراث بين تونس وإيطاليا    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط حفظ الصحّة    اعتماد خطة عمل مشتركة تونسية بريطانية في مجال التعليم العالي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    البطولة الوطنية: النقل التلفزي لمباريات الجولتين الخامسة و السادسة من مرحلة التتويج على قناة الكأس القطرية    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    طقس اللّيلة: الحرارة تصل 20 درجة مع ظهور ضباب محلي بهذه المناطق    وزير الفلاحة: "القطيع متاعنا تعب" [فيديو]    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    عميرة يؤكّد تواصل نقص الأدوية في الصيدليات    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توفيق المثلوثي (رئيس حزب "فرنسا متعددة الثقافات" ومصنّع "مكّة كولا") : طالبت بحلّ اتحاد الشغل والأحزاب التي كانت ديكورا لنظام بن علي و"نعرفو الجندوبي وآش كان يعمل في فرانسا"
نشر في التونسية يوم 25 - 12 - 2012


لا غنّوشي، لا لينين.. أفضّل خير الدين
قلت للمرزوقي: أنت تجري وراء المناصب
"نداء تونس" حزب "شفّاط"
تونس في حاجة الى سياسيين يقدّرون مصلحة الوطن
قطعنا رأس الفساد لكن "العروق ما نشفتش"
طيلة سنوات طويلة كان توفيق المثلوثي أحد أبرز الشخصيات التونسية في فرنسا، هو ضيف مبجل في الإعلام الفرنسي لأنه مثير للجدل بمواقفه التي وصفتها إحدى الدوريات الفرنسية بالانتهازية وبث الفوضى ولكنه شبه غائب عن الإعلام الوطني بصنفيه النوفمبري والثوري أي قبل 14 جانفي وبعده.
هو من مواليد القلعة الكبرى بالساحل التونسي سنة 1956، هاجر إلى فرنسا سنة 1977 بحثا عن الحرية والمعرفة كما يقول هو متحدثا عن نفسه. أسس سنة 1992 «إذاعة البحر الأبيض المتوسط» التي أغلقت أبوابها سنة 2007 بعد أن إتهم مؤسسها بمعاداة السامية والتحريض على اليهود، وقد فتحت الإذاعة موجاتها لكثيرين من مختلف اصقاع العالم... مانديلا وشيراك وياسر عرفات والشيخ ياسين وفرانسوا ميتران ومحمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو والقذافي ولويس فرخان...
في 27 مارس 2001 أسس توفيق المثلوثي حزب «فرنسا متعددة الثقافات» وفي جوان 2002 «المرصد الوطني ضد التمييز ومعاداة العرب والمسلمين».
وفي نوفمبر 2002 أطلق ماركة للمشروبات الغازية هي «مكة كولا» التي تمكنت من الوصول إلى أقاصي العالم إلا تونس بطبيعة الحال.
في أفريل 2011 أسس في فرنسا جمعية الدفاع عن مزدوجي الجنسية من أمثال النائبة الأولى لمجلسنا التأسيسي محرزية العبيدي...
لقاؤنا كان في سوسة غير بعيد عن مهد الطفولة والصبا... فكان هذا الحوار الشامل معه...
توقع كثيرون من ذوي القلوب الطيبة أن يعتذر الرئيس الفرنسي «فرنسوا هولند» للجزائريين عن عذابات الاستعمار ولكنه لم يفعل؟
لا يمكن أن يحصل هذا الاعتذار حين نتثبت في تاريخ الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ترأسه لسنوات طويلة فرنسوا ميتران الذي كان من أقسى وزراء داخلية الاستعمار الفرنسي للجزائر فاعتذار مسؤول إشتراكي للشعب الجزائري ربما يكون مثل التمثيلية السياسية لأن السياسيين الاشتراكيين مسؤولون تاريخيا وبنفس الدرجة مع مسؤولين يمينيين على ما وقع في الجزائر من مجازر وجرائم وتجاوزات.
ولكن اليسار الفرنسي لم يفعل ما فعله اليمين الذي أقر قانونا يمجد الاستعمار؟
نعم هذا صحيح، ولكن هل سنّ الاشتراكيون قانونا يدين الاستعمار؟ الصمت موقف أيضا وهم يتحملون مسؤولية صمتهم، «أنا عايش» في فرنسا منذ أكثر من ثلاثين سنة، ولي نشاط سياسي مكثف وأعرف «هولند» منذ كان صغيرا وأعرف الحزب الاشتراكي.
هل كنت قريبا من اليسار الفرنسي؟
أنا لم أكن ولن أكون يساريا، أنا فكريا معاد للفكر اليساري، لا إله إلا الله محمد رسول الله، أنا أعرف أن هناك إزدواجية خطاب لدى اليساريين وأعطيك مثالا على ذلك في موضوع الهجرة فمعاملتنا مع اليمين أكثر وضوح «على الأقل اليمين ما يحبكش» أما اليسار فيربت على كتفك وبعد يضربك بسكين في ظهرك.
هذا تحليل عاطفي لموقف سياسي؟
لا هذا تفسير معاش، المساجد التي منع بناؤها كلها في البلديات التي يسيطر عليها الاشتراكيون واليساريون عموما، والحريات بالنسبة للعمل الجمعياتي الموجه للمهاجرين عانت ومازالت تعاني في البلديات الاشتراكية. هناك فرق بين ما يتظاهرون به من مبادئ وما هو على أرض الواقع، لذلك لا أعتقد شخصيا أن الحزب الاشتراكي سيغير شيئا رغم أننا شهدنا خطوات لا يمكن إنكارها في بداية حكم «ميتران» مثل منح المهاجرين حق إنشاء الشركات دون كفيل فرنسي وبعث وسائل إعلام للمهاجرين دون أن تتجاوز نسبة ملكيتك العشرين في المائة إن لم تكن فرنسيا... هناك خطوات حقيقية لتسوية وضعيات المهاجرين غير الشرعيين، ولكن لا يمكن أن نبني عليها لنقول بوجود سياسة فرنسية تعاطفية مع قضايا العرب والمسلمين، وعموما الحزب الإشتراكي ليس هو من يسطر السياسة العليا لفرنسا.
من إذن؟
في فرنسا هناك إستراتيجيات ولوبيات، فرجل السياسة وبالذات «هولند» يعتبر شخصية ضعيفة جدا وليس من كبار رؤساء فرنسا وشخصيته ضعيفة وليس له القدرة للاعتراف بأخطاء فرنسا. نقطة أخرى مهمة هي أن الاعتذار يفتح باب التعويض المادي للجزائريين والاقتصاد الفرنسي اليوم لا يسمح بهذه التعويضات والشعب الفرنسي غير قابل أصلا للتعويض لأي كان، هل تعلم ان هناك مطالبات قوية من الفيتناميين بالتعويض وإعادة البناء ذلك أن ما لم تدمره فرنسا في فيتنام أكملته أمريكا وما أعتبره مخزيا في هذا الإطار هو أن يسنّ البرلمان الفرنسي قانونا يعترف فيه بالإبادة الجماعية للأرمن من طرف الجيش العثماني ولا ينظر لما أباده هو من شعوب في إفريقيا.
الأرمن يطالبون والأفارقة يتفرجون؟
الأرمن يطالبون ولكن لهم قوى ضغط داخل فرنسا في الحكومة، لهم وزراء يدافعون عن حقوقهم وشخصيات لامعة مثل أزنافور أما نحن فكثغاء السيل «الكثرة وقلة البركة».
تميزت بجرأتك في توصيف وضع الجالية المغاربية في فرنسا وقلت إنها جاليات متنوعة ومختلفة حتى أن إقامتك بالمجلس الاستشاري لمسلمي فرنسا لم تتجاوز الأشهر القليلة؟
أنا الذي خرجت بإرادتي.
ومن قال غير ذلك؟
لا حتى نرفع الشك.
في كل الحالات ما حدث يعني أنك لم تكن منسجما مع البقية والحال أن «يد الله مع الجماعة»؟
هذا حين تكون الجماعة متحدة أما حين تكون الجماعة متشرذمة فلا يدي ولا يد الله معها، استقلت لعدة أسباب من الجمعية التي كنت أحد مؤسسيها وكان «باسكوا» وقتها وزيرا لداخلية فرنسا، استقلت لأني رأيت هيمنة جزائرية على المجلس.
وما العيب في ذلك؟
هناك مصالح للهجرة لا نريد أن تهيمن عليها الدول المصدّرة للمهاجرين، لا نريد أن نكون ممثلين لمصالح تلك الدول وذلك ليس دورنا، هدف المجلس كان الدفاع عن مصالح المهاجرين في فرنسا، كان ذلك سبب الخلاف معهم، كان صراعا بين الجزائر والمغرب لما في ذلك من أبعاد سياسية والضغط السياسي على الحكومة الفرنسية ففضلت الانسحاب.
ما موقعنا كتونسيين؟
موقعنا ضعيف جدا نظرا إلى غباء بن علي وحكومته، كان يتحاشى هذه المواضيع ويبتعد عنها، كانت سياسة ممنهجة للدولة التونسية، لا شأن لنا بالمساجد والإسلام، فتونس تكاد تكون مغيبة تماما من الجمعيات الدينية بفرنسا.
لنا ما شاء الله من الأيمّة والدعاة في فرنسا؟
الآن تغيرت الظروف ولكن الحضور يظل محدودا.
بتّ لا تخفي ميولاتك الإسلامية؟
ليست ميولات، هي جزء من تكويني، هذا تأصيل وتجذير، تربيت على هذه القيم وعشت عليها.
أنا لا أتحدث عن ميولاتك العاطفية بل السياسية؟
لست إسلاميا وكتبت ذلك في أكثر من موقع.
لست إسلاميا وتسب اليسار؟
أين سببت اليسار؟ ذكرّني هات.
في مقال لك بتاريخ 2 أوت 2011 هاجمت كمال الجندوبي ووصفته باليساري الملحد المتطرف؟
نعم نحن نعرفه في فرنسا «آش كان وآش يعمل؟»
الرجل مناضل؟
ولو؟ أين المشكل في ذلك؟ لماذا نقبل كلمة يميني متطرف ولا نقبل وصف اليسار بالتطرف؟ أحب أن أفهم هو يساري متطرف وليس لديه روح قبول الآخرين فكيف يمكن أن يترأس هيئة مثل هيئة الانتخابات؟ من هذا المنطلق أنا رفضته، كيف يمكن أن يترأس هيئة تشرف على الانتخابات دون أن تسيطر عليه أفكاره.
طالبت ايضا بحل الإتحاد العام التونسي للشغل، فهل يعقل أن يصدر هذا عن رجل مثلك قضى نصف حياته في فرنسا؟
علاش لا؟ شنوة المشكل؟
تتحدث عن حل اتحاد فرحات حشاد؟
Et alors? هل هناك قداسة للأشياء والأشخاص؟ هل هو ولي صالح أو نبيّ؟ الله يرحمو وينعمو ويكثر خيرو وبارك الله فيه، ولكن لا وجود لقداسة لأي كان، لنكن واضحين.
أليس غريبا ان تشترك مع رابطة حماية الثورة في هذا المطلب؟
أنا سبقتهم في هذا الموقف.
طالبت بحلّ الأحزاب التي قبلت أن تكون ديكورا ديمقراطيا لبن علي.. هل يعقل أن تطالب بحل حزب أحمد نجيب الشابي؟
شنوة إلي عملوا؟
كان الحزب الديمقراطي التقدمي معارضا حقيقيا ولذلك عاقبه بن علي بأكثر من طريقة كحرمانه من دخول مجلس النواب ومنع مرشحه من الانتخابات الرئاسية بحيل قانونية على المقاس؟
أيوه؟ ما نعملش حزب ليصبح وسيلة لبن علي للدعاية، أنت هكذا دعمت بن علي.
التجمع الإشتراكي التقدمي تأسس قبل عهد بن علي؟
أنت كسياسي عندما تلاحظ أن الأمور بلغت من السوء ما لا يسمح بحياة سياسية، عليك أن تعلن موقفك بتجميد نشاط الحزب مثلا في فترة طغيان بن علي.
أين كنت أنت يوم 14 جانفي؟
كنت في باريس.
لا أسأل عن المكان؟
آه، كنت في بلاتوهات التلفزيونات الفرنسية أتكلم وأساهم في فضح الديكتاتور بما أوتيت من طاقة فكرية.
لماذا أوصدت إذاعتك في فرنسا طيلة عشر سنوات في وجه المعارضة التونسية؟
لا ليس صحيحا، لم أغلق باب الإذاعة في وجه المعارضة إلى سنة 2002، القضية أني لم أكن منخرطا في الشأن السياسي التونسي ولا في غيره، بشكل مباشر، كانت «إذاعة البحر المتوسط» في خدمة قضايا المهاجرين والدفاع عن حقوقهم وكنا نعتقد أن ربط الصلة مع حكومات الهجرة مهم جدا لدفع حقوق المهاجرين مع السلطة الفرنسية ولكن بداية من سنة 1999 قررت الإنخراط في الشأن السياسي وكانت إذاعتي منبرا لكل أطياف المعارضة التونسية.
هل خطب نظام بن علي ودّك؟
بأي طريقة ؟
لا أعرف، أنا أسألك؟ هل دفع لك أموالا مثلا؟
لو دفع فلسا واحدا لي أو لإذاعة البحر المتوسط إلى غاية إغلاقها لدوّن ذلك في تقرير لجنة تقصي الحقائق ولكان بن علي قبلها أمر رجاله بمهاجمتي بسبب ذلك، كان النظام يدعوني مثل بقية الإذاعات الفرنسية وكنا نلبي الدعوة ونحضر مثل كبريات الإذاعات في 7 نوفمبر، لا أنكر هذا، قلت هذا الكلام في إبانه، ولا أعتذر عن الماضي لأني لم أقم بعمل خاص لفائدة هذا النظام وإن كنت سأندم فلأني لم أعلن معارضتي لبن علي قبل ذلك التاريخ أي سنة 1999.
لماذا لم تعد كغيرك بعد 14 جانفي عودة الفاتحين؟
فاتح لأي شيء؟ ليس لي طموح سياسي في تونس حتى أعود عودة الفاتحين، أرى نفسي أقدر على خدمة بلدي في مجالات أخرى في الاستثمارات ومساعدة المجتمع المدني والتعريف ببلدي ولكن لا أرى لنفسي أي دور سياسي قيادي» لو حبيت نترشح في انتخابات المجلس التأسيسي «باريس ما يهزها قبلي حد بكل تواضع».
لماذا لم تترشح؟
لأني لم أكن موافقا أصلا على انتخابات المجلس التأسيسي.
المجلس كان طلبا شعبيا؟
لا.. لم يكن طلبا شعبيا، هو طلب اليسار وعياض إبن عاشور وجماعته وقد بحثت صلب هيئته عن الذين قاموا بالثورة فلم أجد أحدا، ولكن هذه قضية أخرى ليس الآن مجال الخوض فيها، هذا ركوب على الثورة، أنا ضد المجلس التأسيسي وقد بينت الأحداث صواب موقفي، المجلس اليوم «ماكينة هاربة لا يحكمها أحد باسم الشرعية».
هل فقد المجلس شرعيته؟
لا يمكن أن نقول إنه فقد شرعيته لأنه قانونا ليس خارج القانون، وهذه هي المصيبة والمسؤول عن هذه المصيبة شخصان هما الباجي قائد السبسي وعياض ابن عاشور لأنهما لم يحددا مدة المجلس.
المرسوم المنظم للانتخابات حدد مدة المجلس بسنة واحدة وعياض إبن عاشور كان مهندس إتفاق الأحزاب الكبرى بالالتزام بذات المدة ولكن ما العمل مادامت الجماعة تنكرت لكل هذه العهود تحت شعار المجلس سيّد نفسه؟
الاتفاق لم يكن ملزما بل كان إتفاقا أخلاقيا.
«الترويكا» تنكرت للاتفاق والمنصف المرزوقي رفض التوقيع على اتفاق الأحزاب ؟ أي مسؤولية لعياض ابن عاشور هنا؟
سي المنصف ربما يدرك انه لو خاض انتخابات فلن يعود إلى قصر قرطاج ولذلك يرغب في تمديد إقامته أطول ما يمكن والله أعلم.
مازلتما صديقين؟
نعرف بعضنا جيدا وساهمت شخصيا في إخراجه من تونس سنوات قمع بن علي له حيث كلمت صديقي المرحوم «ليون شوارزنبرغ» الذي كلّم من مكتبي في الإذاعة الرئيس شيراك ليخلي بن علي سبيل المرزوقي بعد أن كان البوليس السياسي يحيط ببيته في القنطاوي.
هل يعترف لك بذلك؟
لا أنتظر منه أن يعترف.
الإعتراف بالجميل من أخلاق المسلم والمرزوقي رجل مسلم؟
يطرح عليه السؤال، لا ادري.
ألم يحدث بينكما أي اتصال؟
يبدو لي أن سي المنصف غاضب مني بسبب أننا يوم 17 جانفي 2011 في «فرنسا 24» كنا معا في البلاتو وأعلن هو عن عودته وبأنه سيرشح نفسه ل«الرئاسية» فكان موقفي «ما هذه الهرولة يا مرزوقي دم التوانسة لم يجف بعد، لقد سقط القناع، إنك تجري وراء المناصب؟» يبدو أن سي المنصف لم يستلطف لا كلمة هرولة ولا مناداته بلقبه العائلي.
هل هنأته بوصوله إلى دفة الرئاسة؟
نعم بإرسالية قصيرة على هاتفه ولكنه لم يرد.
لعلّه غيّر رقم هاتفه؟
في 24 ساعة؟ لا أعتقد، عموما أنا هنأته ولا انتظر لا منه ولا من غيره أي شيء.
هل ساعدت الإسلاميين؟
نعم، حين لم يكن لهم بوق في العالم أجمع.
كنت بوقا لهم؟
صحيح اني قضيت نصف عمري في فرنسا ولكني أتقن العربية جيدا ولا يمكن أن أقبل أن تقول عني إني كنت بوقا للإسلاميين أو لغيرهم. «سامحني عاد»، فتحت لهم متنفسا فكان الشيخ راشد الغنوشي يمر في أثير «إذاعة البحر الأبيض المتوسط» عبر الهاتف لأنه كان ممنوعا من دخول فرنسا وعامر العريض وهو صديق كان شبه مقيم بالإذاعة.
هل مازال عامر العريض صديقا لك؟
ولم لا؟
هل أنتما على تواصل؟
لا، لأني أحترم أصحاب المسؤولية حتى لا يظنوا أن هناك ضغوطا تسلط عليهم من أصدقائهم، لذلك لم أتصل لا به ولا بلطفي زيتون.
كيف تقول إنك لا تفكر في أي دور سياسي في تونس والحال أنك رئيس حزب في فرنسا؟
حزب فرنسا المتعددة لا يهدف إلى الوصول إلى الحكم وقانونه الأساسي يمنع المؤسّسين بدءا بي من الترشح في أية إنتخابات
ما الهدف من الحزب إذن؟
هذا حزب مفتوح للشباب الفرنسي من أصول غير فرنسية، لا نريد كمؤسسين أن نكون في السلطة.
هل مازال للحزب وجود؟
ليس كما كان قبل سنوات بحكم أني ابتعدت منذ عشر سنوات بسبب نشاطي المهني في دبي وماليزيا وتايلندا، لقد بلغنا أكثر 4800 مشترك وهو رقم لا يستهان به حتى مقارنة بأحزاب فرنسية محضة، لنا فخر في ذلك، الحزب قائم الذات ولكنه ضعيف.
لماذا غادرت فرنسا؟
بسبب ما تعرضت له من مضايقات بعد أن أسست شركة «مكة كولا»، كنت عرضة لمظالم قانونية وبوليسية وإدارية بضغط من اللوبي الصهيوني الفرنسي، كنت عرضة لتهديد جسدي بإطلاق الرصاص علي في بداية سنة 2003 ولم تصبني الرصاصة وأنا خارج من الإذاعة وكانت معي القناة التلفزية البلجيكية.
قد يكون حادثا عرضيا؟
إطلاق النار عليك قد يكون حادثا عرضيا؟ لقد وقع القبض على ثلاثة شبان من رابطة الدفاع عن اليهود ولأن سنهم كانت دون 15 سنة اطلق سراحهم وتمّ حفظ القضية.
هل كنت تمثل خطرا على اليهود؟
لا أعتقد أني كنت أمثل خطرا على أي كان، كل ما قمت به أني فتحت إذاعتي للفلسطينيين من كل الأطياف بدءا بالشيخ أحمد ياسين للتعبير عن مواقفهم، كما نظمنا التليتون لجمع الأموال للفلسطينيين ولكن قد ينسى الناس اننا دعونا السفير الصهيوني في فرنسا.
تقصد السفير الإسرائيلي؟
لا أعترف بإسرائيل، إسرائيل نبيّ عليه السلام، أنا أتحدث من منطق إيديولوجي لا نضالي لتحرير فلسطين، الصهيونية إيديولوجية مبنية على الحقد والكراهية وإبادة الآخرين مثل سياسة «الأبارتايد».
أتهمت بمعاداة اليهود؟
ممن ؟ من أصدقاء كمال الجندوبي مثلا؟ لأني أستقبل شخصيات فلسطينية ترتعد لها فرائص اليهود في فلسطين مثل عبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل هنية والشيخ أحمد ياسين؟ وسفيرة فلسطين في فرنسا ليلى شهيد؟ وللتاريخ أقول لكم إن صديقة الجندوبي «لويزا توسكان» كتبت تقريرا في ذلك استعمل ضدي لاتهام «إذاعة البحر المتوسط» بأنها معادية للسامية.
كيف أغلقت الإذاعة إذن؟
الإذاعة كانت ناجحة وتاريخها يشهد لها وكتبت عنها كتب كثيرة، وقع إغلاقها بقرار من ساركوزي بتهمة تقويض النظام العام سنة 2007.
هل كانت لنظام بن علي يد في ذلك؟
لا حجة لي، ولا أتهم أحدا دون حجة، ولكني على يقين أن النظام التونسي آنذاك لم يكن بمنأى عن الضغوط التي سلطت عليّ. إلتقت المصالح بين اللوبي الصهيوني - ممثلا في بعض اليهود التونسيين مثل ديزيري بلعيش - ونظام بن علي حتى أن قضية رفعت ضدي من يهود توانسة فحواها أنهم لا يقبلون أن يسب رئيسهم بن علي في الإذاعة».
ألم يتصل بك النظام مطلقا؟
عندما مررنا الغنوشي لأول مرة إتصل بي في بيتي هاتفيا محمد علي القنزوعي و«سمّعني ما نكره».
الرجل في محنة؟
هل نسي نفسه عندما كان آمرا ناهيا؟ والله حلوة هذي؟
وصفتك «le Nouvel observateur» سنة 2003 بأنك مشوّش وإنتهازي؟
وصفتني بما أشنع منذ ذلك بأني محرك الحقد والعداء، موقفها وسام على صدري، فأي شرف في أن تمدحني مجلة صهيونية، «إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل».
كثير من التونسيين يشعرون بأن البلاد «داخلة في حيط»؟
أنا متفائل بطبعي، اظن أن هناك مبالغة مع التحفظ على ما يحدث حاليا في تونس، لست راضيا على أداء «الترويكا» كأحزاب ولا على أداء الحكومة.
«النهضة» هي التي تحكم البلاد؟
أنا أتحدث من وجهة نظر قانونية، هناك «ترويكا» قائمة وكما تتحمل الحكومة المسؤولية فإن المعارضة الشرسة تتحمل نصيبا منها، هناك مشكل، بعد إنتفاضة 14 جانفي -ولا أقول ثورة - لأنه لم يتم تطهير البلاد بالقانون والمحاكم الثورية فتواصل نظام القضاء والبوليس والإدارة الفاسد، نحن قطعنا رأس الفساد ولكن «العروق ما نشفتش» ولذلك «طلعت روس أخرى». سنة 2003 كتبت مقالا في جريدة «الجرأة» بعنوان «لا غنوشي، لا لينين بل أفضّل خير الدين» وتونس في حاجة اليوم إلى سياسيين يولون الأولوية للمصلحة الوطنية.
من أصدقاؤك من الطبقة السياسية؟
كلهم معارفي لأنهم مرّوا من «إذاعة البحر المتوسط» بدءا بحمة الهمامي وصولا إلى الغنوشي مرورا بمصطفى بن جعفر وراضية النصراوي وأحمد نجيب الشابي...
ألا تفكر في الترشح للرئاسية مثل الهاشمي الحامدي صاحب «المستقلة»؟
عاش من عرف قدره!...
هل تفكر في بعث حزب سياسي في تونس؟
فكرت في ذلك، وأريده حزبا وسطيا.
مثل «نداء تونس»؟
أنت من صنّفه على أنه حزب وسطي، أنا أعتبره حزبا يمينيا بالمعنى الأوروبي، وهو حزب شفاط لكل الأطراف بغض النظر عن إنتماءاتها السياسية ، أليس غريبا أن يلتقي الطيب البكوش بخميس قسيلة وإبراهيم القصاص والأزهر العكرمي ومحسن مرزوق؟ هو حزب قابل للانفجار في أية لحظة...
ما هو موقعك مما يسمى «لوبي السواحلية»؟
لا علم لي بوجود هذا اللوبي، والساحل جزء أصيل من تونس وهذا المنطق خطير على الساحة خاصة إذا كان صادرا عن الفاعلين السياسيين.
وكمال اللطيف؟
لا علاقة لي به ولكن لي به معرفة.
أي فرق؟
ماذا تقصد بالعلاقة؟ هل تقصد أنها دائمة؟ أنا التقيت الرجل ولا صلة دائمة لي به ولا أرى عيبا في ملاقاته.
متى إلتقيتما آخر مرة؟
قبل أشهر، ما المشكل؟
فيم تحدثتما؟
كان لقاء شخصيا بعيدا عن السياسة واحتراما لآداب المجلس لا يمكنني كشف ما دار بيننا إلا بإذن من الطرف الثاني.
ما الذي أغراك بالإستقرار في تايلندا؟ هل هو ما يغري سائر السياح العرب؟
الله يسامحك «سي محمد»، زوجتي تايلندية ولي مصالح مهنية هناك ، عندي مصنع «مكة كولا».
لماذا لا توزع «مكة كولا» في تونس؟
على إيديك نحجّو؟ منذ سنة تقدمنا بطلب لاستغلال عين ماء طبيعية وإنشاء مصنع حولها ولم نتلق اي رد إلى حد الآن والحمد لله، اقترحت عدة مشاريع ولكن البيروقراطية هي إحدى معضلات البلاد اليوم.
من تراه مؤهلا لقيادة تونس في المرحلة القادمة؟
على كل حال، لا اتمنى أن يعود المرزوقي.
هل انت مع التجديد لكمال الجندوبي على رأس هيئة الانتخابات؟
ولماذا هو بالذات؟ لماذا لا نجرب غيره؟
هو جرّب فصلح؟
الجندوبي لم يكن بمفرده بل كانت معه كفاءات تونسية منها الكثيرون الجديرون بالثقة، ما المانع من تجربة غيره؟
في إفتتاحية العدد الأخير من «Jeune Afrique» صرح البشير بن يحمد بأن الإسلاميين غير جديرين بالحكم وعلينا في تونس ومصر التعجيل بإخراجهم من السلطة، فما تعليقك؟
السيد البشير بن يحمد بتاريخه الذي نعرفه لا يسمح له بأن يعطي الدروس لأي جهة كانت، وأذكره بالمثل الشعبي «قالوا يا بابا وقتاش نوليو شرفاء قالوا حتى يموتوا كبار الحومة».
هل التقيت راشد الغنوشي؟
«ما عندوش الوقت ليّ»، التقيت بمسؤولين آخرين في «النهضة».
وكمال مرجان؟
والده صديق والدي الذي كان مدرسا بحمام سوسة ودرّس محمد جغام وبن علي نفسه، أعرف سي كمال وأحترمه.
هل لكمال مرجان مستقبل سياسي؟
هذا الشعب هو الذي يقرر.
وهذا الشعب هل له وعي سياسي ؟
لا أعتقد أن له الوعي الكافي، العاطفة تغلبت على كثير من المواقف، شخصيا لا أعتقد أن كل من عمل مع بن علي كان مورطا في فساد او متواطئا في اعتداء على الناس وممتلكاتهم، هناك كفاءات نظيفة تستحق الاحترام مثل كمال مرجان ومنذر الزنايدي وخسارة ألاّ تستغل تونس خبرة هؤلاء الناس.
هل التقيت المنذر الزنايدي؟
نعم بعد أن غادر الحكم ، لم أكن أعرفه قبل ذلك.
هل أنت مع حل رابطة حماية الثورة؟
أنا لا أعرفها لأطالب بحلها، تعلمت ألاّ أسلم بما يقدم كمسلمات.
كيف تختم هذا الحوار؟
آمل أن تغير الطبقة السياسية تعاملها في ما بينها فهذا العنف السياسي مروج في الخارج ويعطي صورة سلبية عن بلادنا ليس أقلها أن البلاد غير مستقرة، فرجاء وبإسم الروح الوطنية لا بد أن نسمع بعضنا البعض، ما لاحظته أنّ «كل واحد ينده بصلاّح بلاده» وكل واحد يفكر في الانتخابات القادمة، علينا التونسيين تجاوز الأحقاد الشخصية والخصومات والتطاحن، تونس تحتاج إلى دعم اقتصادي لخلق مواطن تشغيل وهذا يقتضي منا جميعا ان يتحمل كل منا مسؤوليته، هذا ندائي بصفة خاصة ل«النهضة» لأن زمام الحكم بيدها ضمن «الترويكا»، «النهضة» هي التي تقود المركب وبالإمكان بلوغ شاطئ الأمان...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.