في كل عام ومع حلول شهر رمضان المبارك، تكثر الأسئلة والاستفسارات حول صيام مرضى القلب في الشهر الكريم، وإن كان له تأثيرات سلبية عليهم. مرض القلب هو مصطلح شائع يشمل مجموعة من الأمراض والاعتلالات التي تصيب القلب؛ ولعل أبرز تلك الأمراض والاعتلالات قصور شرايين القلب، عضلة القلب، صمامات القلب… وفي حديث مع "تونس الآن" أوضح أستاذ أمراض القلب بالمستشفى العسكري بتونس ذاكر لهيذب أنه من المفضل لأي شخص يعاني من أمراض القلب أن يقوم باستشارة الطبيب المعالج، أولا، عن إمكانية صيامه في شهر رمضان، إذ تختلف حدة المرض والوضع الصحي للقلب والشرايين من شخص إلى اخر ومن سنة إلى أخرى. – مرضى لا يُنصحون بالصوم كما شدد الأستاذ ذاكر لهيذب على وجود مجموعة من الأمراض والاعتلالات التي لا يُنصح بصيام المصابين بها؛ منها أمراض القلب المزمنة وغير المستقرة، والمرضى الذين يعانون قصورا في الشرايين، وكذلك المرضى الذين يعانون قصوراً شديداً في عضلة القلب التي يصاحبها ضيق في التنفس، ارتفاع في ضغط الدم، السكري…". ويوضح محدّثنا أيضاً أنه "لا ينصح بصيام مرضى القلب الذين أجريت لهم عملية قلب مفتوح قبل شهرين من بدء شهر الصوم، وكذلك المرضى الذين تعرضوا لجلطة قلبية حادة قبل شهر من بداية شهر رمضان، كما لا ينصح بصيام المرضى الذين أجريت لهم عملية القسطرة للقلب قبل بضعة أيام؛ وذلك بسبب حاجة المرضى لشربٍ كميات كبيرة من الماء، ليتم إخراج المادة الملونة من الجسم". – نظام غذائي خاص وعند السؤال حول العادات الغذائية الصحيحة التي يجب على مرضى القلب اتباعها، شدد ذاكر لهيذب على "ضرورة التقليل من الملح والتوابل والمخللات؛ والابتعاد عن الوجبات الدسمة حتى لا يتسبب ذلك بإرهاق عضلة القلب والدورة الدموية، وهو ما يعرض المريض للإصابة بجلطة قلبية وذبحة صدرية"، مضيفاً: "بأن على المرضى شرب كميات كافية من الماء؛ وذلك لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل خلال الصيام". – نصائح عامة وحول أهم القواعد الصحية التي يجب على مرضى القلب اتباعها خلال الصيام، ينصح أستاذ أمراض القلب بالمستشفى العسكري بتونس "بضرورة الابتعاد عن ممارسة الرياضة خلال الصيام خاصةً في فترة ما قبل الإفطار؛ وذلك بسبب نقص السوائل بالجسم، وهو ما يعرض المرضى للإصابة بما يعرف بالجلطات الحرارية نتيجة الجفاف، وإذا ما أراد مريض القلب ممارسة الرياضة، فإن الوقت المثالي لذلك هو بُعيد الإفطار بساعتين على الأقل". ويشدد على ضرورة زيارة مريض القلب لطبيبه الخاص قبل البدء بالصيام؛ وذلك لتحديد مواعيد تناول الأدوية، بحيث تكون مرة أو مرتين في اليوم فقط. وفي ختام حديثه دعى الأستاذ ذاكر لهيذب إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية واستعمال وسائل ردعية في بعض الأحيان على غرار منع التدخين ببعض الأماكن إضافة إلى سن قانون يخفض نسبة السكريات في المشروبات الغازية والمشروبات الموجهة للأطفال على غرار القانون الذي يحدد نسبة "الملح" في الخبز وذلك للحد من أمراض القلب التي تتنامى معدلات الإصابة بها من سنة إلى أخرى في بلادنا.