مسلسل "نسيبتي العزيزة".. وكما أن كل شيء يبث عندنا وخاصة في تلك القنوات المعروفة التوجهات والتمويل .. له غايات وخلفيات أصبحت لا تخفى على أحد.. رغم كل المساحيق وكل الأصباغ التي يحاول هذا الإعلام المخرب للعقول والنفوس إخفاء أغراضه الدنيئة وراءها .. من سعي محموم لضرب القيم ونشر الفسوق والفساد بين الناس وتلميع لصورة المجرمين وتخدير وغواية لعقول الشباب وتوجيه للرأي العام.. فإن هذا الإعلام لم يعد يمكنه أن يفعل ذلك.. ويخدع الجميع كما في السابق خاصة بعد انكشاف الكثير من مكائده ودسائسه وإجرامه.. من خلال العديد من التسريبات التي بينت كيف يتم تسيير هذه المؤسسات الإشهارية الترويجية التشويهية .. التي يطلق عليها زورا وبهتانا صفة ا"لإعلامية".. ومن بين ما لا حظته من أسلوب خبيث في التشويه وقلب الحقائق ومحاولات للتأثير السلبي على المتلقي ما يتم دسه وسط مسلسل "نسيبتي العزيزة" الذي اعتقدت أنه أقل وطأ وسوؤا من غيره خاصة مع إصرار الأطفال على متابعته اعتقادا منهم أنه مسلسل كوميدي يبحث على رسم الابتسامة على الشفاه والترفيه عن النفوس… هذا المسلسل الذي لم يكفه أنه أصبح مغرقا في اعتماد التهريج والغرق في التكرار الممل..و أنه اتخذ من التهكم على الناس في بعض الجهات وعلى لهجاتهم وطريقة عيشهم مادة أساسية له للسخرية.. ليتطور به الأمر إلى التهكم على خلق الله وعلى صور الناس وأشكالهم من خلال التهكم على بعض الفتيات "الشمطاوات" … ثم ها هو البارحة يفتح كوة جديدة في نفس التوجه من خلال الظهور الركيك والممجوج للممثل "جعفر القاسمي" في صورة معلم السياقة… معلم السياقة هذا لم يكن معلما عاديا .. إنه معلم ملتح.. وقد قدم نفسه على أنه إمام خمس… وكان من خلال طريقته في الكلام يقلد أسلوب الأئمة والمؤدبين في الكلام.. ولكن هذا الإمام خلال حديثه أشار أنه خريج سجون… إضافة إلى العصبية الزائدة في تصرفه .. واحتكاره للكلمة.. وأسلوبه الفج في التبليغ.. ثم وعندما أقبلت حياة "كوثر الباردي" أخت المنجي التلميذ حاملة طبق الشاي… اكتشفنا أيضا الإمام النسواني الشهواني الذي أمسك بيد المرأة ورشق فيها عينيه في إيحاءات جنسية مقززة وكأن الرجل لم يرى امرأة في حياته من قبل … هذه هي صورة الإمام .. إمام الخمس… التي سيتلقاها أبناؤنا.. من خلال هذا المسلسل.. إنه رجل متعجرف .. متسلط.. لا يقبل النقاش.. وهو إنسان مدع… وهو في نفس الوقت رجل له سوابق … وشهواني.. أي أنه يبطن ما لا يظهر.. أي منافق من الدرجة الأولى.. ومتاجر بالدين…. في حين وعلى النقيض من ذلك نرى شخصية "الهذيلي" .. الهذيلي خريج السجون .. الباندي.. الذي يعيش حياته بالطول والعرض.. ولا يتوانى عن فعل شيء… يقدم على أنه إنسان حساس ورجولي وصاحب كلمة وعفيف وصديق وفي..؟؟؟ يا سبحان الله.. المتدين والإمام رجل متعجرف وشهواني وأخرق… والمنحرف "الباندي" هو رجل شهم وثقة ومتعفف؟؟؟ هذا هو إعلامنا… وهذه عينة مما يسعى إعلام الهانة والفتنة والغواية غرسه في أذهان أبنائنا من خلال لا وعييهم… فهنيئا لنا بهذا الاعلام وهذه الثقافة وهذه التربية… وصحة شريبتكم… عبد العزيز الرباعي