ليلة العيد كانت ليلة بيضاء إذ لم ننم فيها دقيقة واحدة.. فما إن أعلن مفتي الجمهورية عن ثبوت رؤية الهلال حتى انطلقت الحفلات الصاخبة بأغان رديئة و مدوّية و خادشة للحياء أحيانا.. صاحبتها مفرقعات أو متفجرات يسمّونها ظلما " فوشيك " !.. و لئن انتهى ضجيج الموسيقى بعد الساعة الواحدة و النصف ليلا إلا أن قنابل الفوشيك تتوقع أن تنهال عليك كل لحظة.. و كذلك عبث الدراجات النارية بمحركاتها التي تزلزل أركان الأرض.. ثمّ و عند حلول الصباح و بعد أدائنا لصلاة الصبح، ظننّا أن الهدوء سيعمّ.. و لكن التشويش كان مضاعفا !.. إذ تفاجأنا بأبواق تدكّ الأرض دكّا من قبل بعض الجوامع ( و ليس كلها ).. و هذا يدل على أن الصراخ ليس من السّنّة إلا في الجوامع الخارجة عن السيطرة !.. لا ننام في صفاقس قبل الساعة السادسة صباحا، هذا إن لم يحدث ضجيج آخر يقضّ مضجعنا ! و لِمَ ننام ؟.. فنحن في حفلة و علينا أن نبقى مستيقظين و نستمتع بصخبها !.. الشارع ليس ملكا لكم أيها العابثون ! احترموا غيركم و كفاكم اعتداء على الآخرين !