هو ذا السؤال الذي يطرحه بإلحاح متساكنو" زنقة دريرة " بطريق العين كلم 4 ( نهج علي الشرفي ) و الراجعة بالنظر إلى دائرة مركز شاكر ، حفر تتفاوت في أحجامها و لكنّها تتناسل حفرا ، بعضها من بركات أشغال التطهير ، و أخرى تحمل بصمة" الصوناد " و هذه من آثار مدّ قنوات الغاز و الأخرى لقيطة لا هويّة لها ، حفر يصعب وصفها و يعسر عدّها ، يجتهد البعض في ردمها بفواضل البناء و لكنّها سرعان ما تنتفض و تعلن التمرّد بتناثر حصاها و بقايا بقاياها ذات اليمين و ذات الشمال ، و عليه إذا كنت مترجّلا فحذاري من العثرات ، و إذا كنت تمتطي درّاجة نارية فحذاري من السقوط المفاجئ ، و إذا كنت تقود سيّارة فلا تفكّر في العجلات أو في قطع الغيار بل فكّر في عمودك الفقري أوّلا… ذلك هو الوضع و تلك هي المعاناة اليوميّة رغم تغيّر وضعيات الأنهج المجاورة … إذا أمطرت و لو بكمّيات قليلة فإنّ التراب الراكد يتحوّل إلى خليط من الطين و مشتقّاته و الوحل و أخواته ، و ما عليك إلاّ بالحذر من الإنزلاق و تبعاته ، ولتكن شيخا إستعان بعكّازه أو حاملا و قد أثقل الحمل ممشاها ، أو طفلا يجرّ عربة الأدوات المدرسيّة … في كلّ الحالات فأنت مضطر إلى حمل ما كتب لك حمله من الطين في حذائك و منه مباشرة إلى فناء المنزل . أمّا في الأيّام العاديّة فأنت على موعد خصوصي مع غبار " بو خنّاق " القادر على التسلّل إلى عقر دارك و دون إستئذان ، و هذه إحدى فصول المعاناة اليوميّة لربّات البيوت . و لعلّ ما زاد الأمر تعقيدا و النهج كآبة هو الغرق في الظلام الدامس منذ أكثر من أسبوع رغم الحضور الشامخ لأعمدة الإنارة العموميّة . كاتبنا و راسلنا و إتصلنا بالمعنيين و لا جديد في الأمر رغم إستكمال ديوان التطهير لأشغاله في آخر النهج منذ مدّة طويلة ، و السؤال نوجّهه للمسؤولين أملا في الظفر بإجابة واضحة و متميّزة : أما آن للنهج أن يتعبّد و أن يتحضّر ؟ و هل لخدمات الإنارة أن تستعيد نشاطها ؟ لقد أنهكتنا الحفر و لوّثنا الغبار و زادنا الظلام إكتئابا ، لقد تعبنا و الله .