بناء على ما نشر في صفحتكم مرّة أولى بتاريخ 15 أكتوبر 2017 "صفاقس صرخة وليّ : ابني بالسنة السادسة ابتدائي يمتنع عن الذّهاب إلى المدرسة بسبب معلّمه " ومرّة ثانية بتاريخ 17 أكتوبر 2017 "صفاقس : في سابقة هي الأولى من نوعها وقفة احتجاجيّة ضدّ تلميذ بمدرسة الجلّولي"، يهمّني، بصفتي المعلّم المقصود في المقالين، أن أوضّح للرّأي العامّ ما وقع، وأردّ على المغالطات الواردة في النّصّين: 1. نلاحظ من خلال العنوانين الذين تمّ اختيارهما للمقالين تضاربا كبيرا من حيث المعنى، إذ أنّ صاحبهما يذكر أنّ التلميذ "يمتنع عن الذّهاب إلى المدرسة"، أي أنّه يفعل ذلك بمحظ إرادته، وبالتّالي يعتبر هذا إقرارا بأنّه هو الّذي امتنع وليس المعلّم الّذي منعه طيلة أسبوع مثلما تمّ الادّعاء. وبالفعل فإنّ التّلميذ كان يحضر بعض الدّروس ويتغيّب عن أخرى. ثمّ وبخصوص ما ذكر في المقال الثّاني من أنّ الوقفة الاحتجاجيّة كانت ضدّ تلميذ، نجد خلطا متعمّدا يفهم منه وأنّ السّبب في امتناعه عن الذّهاب إلى المدرسة كانت الوقفة الاحتجاجيّة المذكورة، في حين أنّ تلك الوقفة كانت استجابة لرفض الزّميلات والزّملاء في المدرسة التّشكيك في نزاهة وكفاءة كلّ المعلمات والمعلمين والتّدخّل في عملهم البيداغوجي والتّشهير بهم لدى عامّة الناس على أعمدة الصّحف، واللجوء إلى رفع شكوى باطلة لدى مندوب حماية الطفولة والمندوبية الجهويّة للتربية صفاقس 2. علما وأنّ والدة التّلميذ، المعلّمة بنفس المدرسة، شاركت في الوقفة الاحتجاجيّة وصرّحت إثرها بأنّها تساند تحرّك زميلاتها وزملائها معبّرة عن رفضها لما قام به زوجها. لقد كان هذا بحضور كافة الإطار التربوي بالمدرسة وبعض أعضاء النقابة الجهويّة للتّعليم الأساسي بصفاقس وأعضاء النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بصفاقس الجنوبية والسيد مدير التعليم الابتدائي والسيد المدير المساعد للتعليم الأساسي. وهذا لعمري من المفارقات الغريبة. وهي تمثّل المغالطة الأولى. 2. لقد بات، والد التّلميذ ، خبيرا في البيداغوجيا وهو يجهل أبجديّات تصنيف الاختبارات بين ما هو تشخيصي وما هو تقييميّ ويتدخّل في عمل المربّي وممارساته البيداغوجيّة والّذي يعتبر سيّد فصله وتعدّ هذه سابقة خطيرة حين يصبح الولي مشكّكا في كفاءة من علّمه وفي نزاهته أمام الرّأي العامّ على أعمدة الصّحف، ويتّهمه بالتّأثير السّلبي على نفسيّة طفله، رغم أنّ التلميذ لم يكن البتّة، وبشهادة الأخصّائيّة النفسيّة بالمندوبيّة الجهويّة للتّربية صفاقس 2، يعاني من أيّة أزمة نفسيّة، بل وعكس ذلك تماما، ومثلما ورد على لسان السيّد مدير التعليم الابتدائي بصفاقس 2 " كان التّلميذ عاديّا مرحا وسويّا في سلوكاته وتصرّفاته". وهذه هي المغالطة الثّانية 3. أقحم الولي ابنه في إشكال كان كلّ من المعلّم والتّلميذ في براءة تامّة منه. فهو لم يتّصل قطّ بالمعلّم من أجل نقلة ابنه إلّا بعد أن قدّم الشكوى وعرض ابنه على الأخصائية النفسية التي أعود بالتذكير أنها أكدت له وللإدارة أن الطفل سليم. كما أنّه قام بانتهاك حقوق الطفل حين استغلّ ابنه وكافة التلاميذ بالمدرسة، والذين كانوا يشاركون في موكب تحيّة العلم، ودفع إلى التقاط صور لهم، ثمّ استغل تلك الصورة في التمادي في مغالطة الرّأي العام وتشويه المربين بمدرسة مركز الجلّولي، وليصوّر أنّ الوقفة كانت ضدّ التّلميذ وليست ضدّ ممارساته هو كوليّ. علما أنّ الصّور التقطتها والدة التّلميذ وهي الزميلة في المدرسة والتي وقفت مع زملائها محتجّة على تصرّفات زوجها، مما أثار حفيظة الحضور من إطار تربوي وأولياء كانوا يساندون الوقفة وكانوا قد وقّعوا على عريضة تساند المعلّم وتعبر عن استيائهم من ممارسات الولي التي أربكت باقي تلاميذ القسم حين شعروا بالمشكل نتيجة دخول التلميذ لحصص دون أخرى. وأضيف أنّه تمّ في المقال الثاني ذكر "لحماية ابنه من هذه التّجاوزات ومخلفاتها السلبية التي لحقت به جراء تصرفات المعلم لدى وسائل الإعلام" وهذه المغالطة الثالثة والكبرى إذ أنني لم أتدخل في أيّة وسيلة إعلام مكتوبة أو سمعية أو بصرية. 4. أريد أن أذكّر السيّد الولي وزوجته الزميلة أنّ الشّاعر أحمد شوقي قال : قم للمعلّم وفّه التّبجيلا كاد المعلّم أن يكون رسولا ،" لا " قف للمعلّم وأوفه التّبجيلا "، وبناء على ذلك كان من الأحرى أن يتفطّن من يدّعي درايته بالبيداغوجيا والزميلة التي تصور ابنها حاملا اللافتة إلى خطإ لا يغتفر في أهم بيت شعري يمجّد كلّ من علّمنا، ويعترف له بالجميل، ونشجّع أبناءنا ونحثّهم على احترامه وتقديره، ولا نوظفهم في مشاكلنا الخاصة وغاياتنا وفي تصدير أزماتنا النفسيّة، أو نلجأ إلى إذاعة جهويّة لمواصلة التشهير والتهديد بمزيد التّصعيد. نعمان مطر