تأسس حزب الإصلاح و التنمية غداة الثورة المجيدة على قاعدة الإخلاص إلى الأفكار البناءة و المبدئية التي تبلورت في المسار النضالي للتيار منذ 2008 و على أساس الاستفادة من مناخ الثورة و أهدافها و ما حققته إرادة شعبنا من خلع رأس منظومة الفساد و الاستبداد في أفق القطع النهائي معها . و قد فوضت هيئة تأسيسية قوامها أكثر من خمسين ناشط وناشطة للأخ محمد القوماني مسؤولية الأمانة العامة المؤقتة للحزب حتى انجاز المؤتمر و منحته صلاحية اختيار الفريق القيادي العامل معه في هذه المرحلة الانتقالية على أساس المصادقة على هذا الفريق في جلسة ثانية لم يحصل فيها الوفاق فتأجلت إلى وقت لاحق . و قد تشرفت بالاضطلاع منذ أشهر بمسؤولية ” السياسات ” في حزب الإصلاح و التنمية في انتظار نيل موافقة الهيئة التأسيسية على مكونات الأمانة العامة و نشرها بالرائد الرسمي . و بعون الله و توفيقه و مساعدة ثلة من الإخوة المؤسسين و بفضل مصداقية رمزية وعملية اكتسبناها من سنين الجمر في الساحة السياسية وداخل الحزب استطعت المساهمة –كتابة وتصريحا -في تموقع الحزب ضمن جبهة الانحياز إلى تحقيق أهداف الثورة رغم ما لقيناه من عنت في إقناع عدد من المناضلين في الصفوف الأولى بضرورة القطع مع أساليب و طرق التقدير الموروثة من سنين مقارعة الاستبداد و القائمة على الخلط بين التسويات و المهادنة و تجنب الاستقطاب الإيديولوجي دون هروب من ضرورات الفرز السياسي الشجاع بين أنصار الثورة و أعدائها . و في هذه اللحظة التاريخية الفارقة و من منطلق تحمل مسؤوليتي الأخلاقية الكاملة في الحزب و في الساحة السياسية و على اثر التشكيات التي بلغتني من الجهات و المناضلين في الحزب بخصوص بعض التصريحات الرسمية للحزب بالإضافة إلى فتح أبواب الحزب أمام انخراطات مثيرة للجدل و هيكلة تحشيدية مرتبكة غير وفاقية في جهات كثيرة و آخرها تشكيل جامعة ” عائلية ” في صفاقس و تنصيب قائمات انتخابية بقرارات غير شرعية يهمني أن أعلن للرأي العام ومناضلي الحزب تجميد عضويتي في ” المكتب السياسي المؤقت ” و عدم تحملي لأي مسؤولية في ما يخص القرارات الخلافية التي عبر عنها المناضلون كما اؤكد عدم تحملي لأي مسؤولية في القرارات أو التصريحات اللاحقة و يبقى هذا التجميد ساري المفعول إلى حد انعقاد ” هيئة المؤسسين ” بكافة أعضائها المسجلين لدى المصالح الإدارية للدولة للنظر في المسائل الخلافية . و سأظل مناضلا في ساحة الفعل و حماية أهداف الثورة المجيدة من أي المواقع التي اختارها لنفسي لاحقا . الحبيب بوعجيلة مؤسس في حزب الإصلاح و التنمية