عقد مؤخرا الاتحاد المحلي للفلاحة و الصيد البحري بقابس الغربية مؤتمره الدوري لتجديد مكتبه التنفيذي تحت إشراف السيد كريم خلفلي المدير الجهوي لوكالة الاستثمارات الفلاحية بقابس.وقد شكلت هذه الجلسة أيضا مناسبة للوقوف على مشاغل الفلاحين و تدارس أفاق القطاع الفلاحي بالمنطقة. التقرير الأدبي المقدم في أشغال هذه الجلسة تركز مضمونه على ما قامت به الهيئة المتخلية من أنشطة متعددة طيلة الأربع السنوات الماضية من خلال استعراض مختلف الخدمات المقدمة للمنظورين و الصعوبات التي واجهت هذا القطاع في هذه الربوع من تحديات متنوعة من أبرزها تواضع مصادر مياه الري و معضلة الملكية العقارية و انعدام الحوافز المادية و الجبائية لتشجيع الفلاحين على بعث المشاريع الصغرى في مجال تربية الماشية و الدواجن و الأرانب في الوسط الريفي و الارتفاع التصاعدي في المواد الفلاحية و المشاتل و البذور . وخلال فتح باب النقاش للحاضرين لاحظ أغلب الحاضرين محدودية الموارد المائية السطحية و تواضع كميات السداري المخصصة المنطقة بالإضافة إلى صعوبة مسالك التوزيع و الترويج للمنتوج الفلاحي و الارتفاع المشط في الأدوية الفلاحية و مشاتل الغرسات على غرار الزياتين حيث دعا امحمد العصادي إلى ضرورة تطوير تدخلات الحظائر حسب طلبات الفلاحين و صيانة الفسقيات الإسمنتية لاستغلال مدخراتها من مياه الأمطار في الري بالخصوص و تبسيط الإجراءات الإدارية في تسوية الوضعيات العقارية للأراضي الصالحة للزراعة و حث المجمع الكيميائي التونسي بضرورة الإسراع في تركيز محطة تحلية مياه البحر لدعم مصادر مياه الري من المياه الجوفية . فيما أشار علي والي إلى أن كمية النخالة الممنوحة لمربي الماشية لا تفي بالحاجة و طالب بتمكين الفلاحين من تشجيعات مالية لمجابهة الارتفاع المشط في أسعار المواد الفلاحية و مشاتل الزيتون المياه و اقترح إقامة أيام إعلامية حول التشجيعات و الحوافز المادية في مجال الاستثمار الفلاحي. و تذمر كمال النايلي من الانقطاع المتكرر المسجل لمياه الشرب في عديد المناطق الريفية و طالب بإحداث منطقين سقويتين بكل من الرماثي والعرق و تنظيم دورات تكوينية للشباب في بعض الاختصاصات الفلاحية التي تتلاءم مع خصوصيات المنطقة. أما محمد بوراوي فقد أبدي تخوفه من انقراض الأبقار في هذه الربوع نظرا لإقبال التجار الكبير من خارج الجهة على شراء هذه الحيوانات الأهلية بالإضافة إلى التراجع المسجل في عدد الإسطبلات المخصصة لتربية الأبقار او طالب بمقاومة حيوان الخنزير الذي أتلف عدة محاصيل زراعية. و أكدت محرزية التريكي أن مجموعة هامة من الفتيات العاطلات عن العمل بالمناطق الريفية أبدت رغبتهن في ممارسة النشاط الفلاحي خاصة ما يهم تربية الدواجن و الماشية وكذلك الفلاحة البعلية بالوسط الريفي إلا أنهن كثيرا ما يجابهن بصعوبات تكون حاجزا أمام تحقيق طموحهن نظرا لغياب مصادر التمويل و الحوافز المادية و التكوين المهني في اختصاصات فلاحية تتماشى مع إمكانيات المرأة البدنية بالخصوص إلى جانب النقص الواضح في مصادر . و لاحظ المنجي الزيدي أن انتشار مقاطع الحجارة يهدد المساحات المخصصة للمرعى بالتصحر تدريجيا و طالب بتفعيل دور تعاضدية الخدمات الفلاحية ضمن مسالك التوزيع و الترويج و تيسير الحصول على رخص حفر الآبار و تشديد الرقابة على توزيع مادة العلف على مستحقيها. هذا و اتفق المشاركون في هذا المؤتمر على تسمية مهدي الجماعي كرئيس لهذه المنظمة خلفا للسلامي بن أحمد .