مشكلتي الحالية ليست مع بورقيبة وليست مع تمثال بورقيبة خصوصا … مشكلتي أولا مع التماثيل المجسمة لأنها حرام شرعا وهذا يجب علي كمشتغل بالعلم الشرعي أن أبينه للناس ولا أكتمه … ثم مشكلتي مع رئيس بلدية ليس من أبناء المدينة أتوا به لسد فراغ وقتي ولضمان الحياد في الانتخابات البلدية فرحب به أبناء المدينة ولكنه بدل أن يخدمهم بما يصلح ويسهل حياتهم اليومية طفق يشوه وجه المدينة بمشاريع فاشلة كالهضبة القبيحة التي تم تركيزها أمام قصر البلدية والتي كادت تحجب رؤية المعلم التاريخي عن الخارج من المدينة العتيقة، وزاد المنظر بشاعة للخارج من المدينة العتيقة ذلك المدفع القديم الذي وضعوه في مفترق باب الديوان … وانتهاء بكم هائل من التماثيل والتي أسميناها أصناما من باب المجاز نظرا لما أبداه البعض من تعظيم زائد لأصحابها … فضلا عن أن هذه التماثيل لا ترتقي حتى من حيث قيمتها الفنية ولا من حيث طربقة تركيزها إلى ما يريدون التأسي به مما يحصل في البلدان الأوروبية … فتمثال حمادي العقربي مثلا أقرب شبها بعبد الكريم العوجي منه بحمادي العقربي … وتمثال بورقيبة كنا نعرف منذ الصغر أن إنجازه لم يكن على الوجه المطلوب … ثم إن جميع أهل صفاقس مجمعون على أن جميع الحكام المتعاقبين على تونس منذ الاستقلال لم ينصفوا صفاقس لا تاريخيا ولا تنمويا ولا عمرانيا ولا رياضيا ولا ثقافيا بالنظر إلى ما كانت تستحقه كثاني مدينة في البلاد من حيث الحجم والتعداد والأهمية … وإلى اليوم لم ير أهالي صفاقس من حكامهم ما يشفي غليلهم … فمطارهم مغلق تقريبا وهواءهم الذي يتنفسونه ملوث وملعبهم بنته فرنسا في الثلاثينات وحركة مرورهم فوضى وطرقاتهم وأرصتهم لو كانت تنطق لبكت وأبكت والمدينة العتيقة تكاد تهوي من الإهمال لولا الألواح التي تشد الجدران المتقابلة في كل زقاق وتمنعها من أن يقبل بعضها بعضا والجريمة انتشرت بطريقة هي أقرب للمؤامرة حتى صار لا يأمن لا المترجل ولا الراكب في سيارته ولا ي وسائل النقل العمومي ولا حتى القابع في بيته من التعرض للنهب والسرقة والقتل … وأخيرا، لا ينبغي أن تنسوا أن البلاد قامت فيها ثورة لم نجن منها سوى أن يعبر كل مواطن عن رايه كما يريد، فلا تحرموا الناس من حقهم في التعبير وكفى تعاليا وتكبرا وانفرادا بالرأي .. فلا أحد من البشر فوق النقد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخوانه من الأنبياء …