المجتمع المدني و الإعلام و الإنتقال الديمقراطي كانت محاور الحلقة الرابعة لسلسلة الحوارات التي تنشطها الجمعية التونسية للإنسانيات في هذه الحلقة التي إنتظمت صباح الأحد 27 جانفي بالمركّب الثقافي محمد الجمّوسي شارك فيها السياسي صلاح الدين الجورشي و الإعلامي الناقد المختار اللواتي و تولّى إدارة اللقاء كالعادة الأستاذ وحيد اللجمي رئيس الجمعيّة التونسية للإنسانيات . الحوار إنطلق بمشاهدة شريط فيديو تضمّن إستعراضا لمسيرة ضيفي الحلقة و التعريف بالمجتمع المدني ومفهومه و بالإعلام قبل الثورة و بعدها ودوره في هذه المرحلة الدقيقة و من خلال مداخلات الأستاذ صلاح الدين الجورشي المستفيضة تبلور للحضور أن المجتمع المدني يختلف عن الأحزاب إذ أن الأول يتألف من جمعيات و منظمات وطنية و أهدافها تختلف عن أهداف الاحزاب التي تقوم بدور سياسي بحت و تستهدف الوصول إلى السلطة و لاحظ الجورشي أن المجتمع المدني ليس متجانسا إذ يوجد بداخله أطراف متصارعة و ليس لها نفس الرّؤى داعيا في السياق إلى إيجاد ميثاق شرف أو ميثاق أخلاقي مشدّدا على ضرورة ربط الشخص بالمجتمع المدني و المنظمات الرائدة في التأطير على غرار الكشافة و الجمعيات الثقافية مثل الخلدونية و الحركة النقابية , و بخصوص الإعلام و أثره في الإنتقال الديمقراطي أوضح المختار اللواتي أن الإعلام وجه من وجوه المجتمع المدني و أنه تخلّص بعد الثورة من الكبت و الإحتواء الذين كبّلا نشاطه زمن الإستبداد إلا أنه يشهد حاليا إنفلاتا بارزا للعيان في مختلف الوسائط الإعلامية و أصبح محل إنتقاد كبير من الجميع جمهور و سلطة التي وجدت نفسها في موقع إنتقادي دائم و لا تحظى بتغطية أنشطتها و عرض منجزاتها مقابل التركيز على تغطية الأحداث المتعلّقة بالإعتصامات و الإحتجاجات و الإضرابات داعيا بدوره إلى ترتيب البيت الإعلامي و إحترام ميثاق الشرف الذي ينصّ علي نبذ التعميم و إنتهاج النقد البنّاء كي يعي المواطن كنه الديمقراطية و الإنخراط في صنع الامن و تنمية الديمقراطية .