أثارت لدي تدوينة لوزير سابق بحكومة الحبيب الصيد تضمنت مؤشرات سلبية لمستقبل تونس عكس ما كانت عليه آراءه وكتاباته قبل ذلك وكنت شخصيا متفائل مثله على عكس أغلب التوانسة ومازلت كذلك لأنه لدي معطيات تعكس ما أتى به السيد الوزير السابق. تأسفت لهذا الرأي المفاجئ الوارد على لسان وزير سابق والذي أبدى صراحة أنه متشائم لمستقبل بلادنا بعد ما كان يدعو دائما إلى التفاؤل بالمستقبل. وقد برر رأيه بما آلت إليه نتائج الانتخابات الجزئية بألمانيا، غير أنه يعود، حسب رأيي، إلى إحساسه بفشل تجاربه السياسية التي خاضها بعد تحوله من حزب إلى حزب آخر. ومن بين المعطيات التي مازالت تبعث لدي آمال كبيرة في مستقبل تونس وتجعلني أواصل في رأيي المتفائل بمستقبل هذه البلاد. أذكر بها السيد الوزير السابق: المؤشر الأول يتعلق بالطاقات الكبيرة لدى التوانسة للتضحيات وما تملكه بلادنا من كفاءات عالية في التسيير بدأت تعود وتمسك بالإدارة وعلى رأسهم يوسف الشاهد الذي أرى فيه صفات رجل الدولة. فلو تركه السياسيين يعمل بإمكانه الخروج بتونس إلى بر الأمان. المؤشر الثاني اجتماعي بحت ويتعلق بالتقارب الأخير بين الاتحاد العام التونسي للشغل بعد إمضاء اتفاقية حول تسوية عديد النقاط. وهي حسب رأيي ستجل الأحزاب السياسية تعود إلى الجادة لأنه بإمكانها نقد وانتقاد الحكومة لكن ليس بإنها ذلك عندما يتعلق الأمر باتحاد الشغل. المؤشر الثالث يتعلق بمعطيات اقتصادية تتمثل في عودة الاستثمارات الخارجية ومواصلة القطاع العام في تنفيذ المشاريع الكبرى وأيضا استفاقة قطاعات الانتاج والخدمات مثل السياحة والصناعات التحويلية على غرار الصناعات الغذائية (زيت الزيتون والدقلة المعلبة … ) والنسيج والميكانيك والصناعات غير المعملية (فسفاط وبترول) ولا أنسى كذلك قطاع الفلاحة الذي يعرف منحى تصاعدي (un sycle ascendant) لأسباب طبيعية دورية وإعادة استرجاع الأراضي ملك الدولة وإعادة إدماجها في الاقتصاد. المؤشر الرابع سياسي لأنه حسب رأيي رب ضارة نافعة انتخابات ألمانيا ستجعل الأحزاب السياسية تراجع حساباتها والكف عن التمسك بالمصالح الخاصة بالأحزاب والتفكير في مصلحة تونس وربما ستكون هناك تكتلات ستدعم عمل الحكومة الحالية او غيرها. المؤشر الخامس تاريخي لأن كل التجارب الأجنبية والاقتصادية، ومنها تاريخ تونس، كلما شهدت منحى تنازلي ( un sycle descendant) تعود بعد ذلك إلى النمو المتسارع والأمثلة عديدة بل وعلمية أيضا.