اليوم أخبرني ابني أن سيارة الحماية المدنية وسيارة الأمن الوطني حضرت أمام المعهد لإسعاف أحد التلاميذ ونقله إلى المستشفى.. في البداية اعتقدت أن السبب في إصابة الطفل كان حادث مرور لأن المعهد كان يفتح مباشرة على الطريق العام… لكن بعد الاستفسار أخبرني أن الشاب المصاب لم يتعرض إلى حادث مرور وإنما كانت الإصابة جراء خصومة بينه وبين أحد الشبان الآخرين الذين تعودوا التسكع أمام المعاهد خاصة عند خروج التلاميذ وبالذات التلميذات لاستعراض مواهبهم المختلفة في التدخين وترديد الكلمات البذيئة ووتبذير المال وحتى تناول بعض المشروبات الكحولية والقيام بألعاب بهلوانية على الدراجات النارية أو السيارات التي تقاد بسرعات جنونية …. لقد استل هذا الشاب "شفرة حلاقة " من جيبه وأراد أن يوجه بها طعنة إلى متحديه لكن يبدو أن الآخر تفادى رميته وقام بدفع يد المهاجم مما تسبب في ارتداد يده إلى نحره وإصابته إصابة بليغة على مستوى الرقبة مما استدعى حضور الإسعاف وتدخل رجال الشرطة .. ارتعدت فرائصي عند سماعي هذه القصة المرعبة… إلى أين وصلت بنا الحال في هذا البلد الذي أصبحنا نرى كل شيء فيه يغرق إلى الهاوية يوما بعد يوم؟؟؟ ولا أحد يحرك ساكنا.. فقط كلام وهراء وسفسطة وبيع للأوهام .. الكل يتحدث عن إصلاح المنظومة التربوية… فهل هناك إشارة واحدة إلى التربية في برامجنا؟؟ أم أن كل ما نقوم به هو مجرد حشو للأدمغة بما ينفع وا لا ينفع؟؟؟ ثم عن أي إصلاح تعليم نتحدث؟؟؟ ونحن نحارب التربية حربا شعواء وندمر القيم بشكل ممنهج.. كل هذا سعيا وراء سلخ هذه الأمة عن هويتها الإسلامية… كل البرامج اليوم ثقافية أو إعلامية أو سياسية أو حتى تنشيطية أوحتى تلك التي يطلقون عليها أنها علمية لا هم لها سوى تدمير كل ما يمت للقيم والأخلاق بصلة وخاصة منها الإسلامية.. حتى أصبحنا نرى سلوكات لم نكن نتصور يوما أننا سنرى مثيلا لها أمام معاهدنا وفي جامعاتنا وحتى وسط الطريق… عناق وقبل وكلام بذيئ وتناول للمسكرات والمخدرات وعري وخطف ونهب وتعنيف … البلد يغرق في الفوضى والهمجية والانحلال الأخلاقي والجميع يتقاتلون ويتناحرون حول الكراسي… أصبحنا نسمع ونرى أشياء لم نكن نتصور أنه حتى الشيطان يمكن أن يقوم بفعلها.. آباء بغتصبون بناتهن.. أولاد يقتلون آباءهم وأمهاتهم من أجل المال لشراء المخدرات… بنات يحملن من محارمهن.. بنات يطالبن بالإباحية الجنسية.. وذكور يدافعون عن المثلية الجنسية .. كل هذا بدعم وتزكية وتهليل وتطبيل من الإعلام ومن يحسبون علينا أنهم حقوقيون وسياسيون؟؟؟؟ ثم نقول لم نحن في الدرك الأسفل من التخلف والهمجية والخنوع والذل والهوان… والله إن الواحد منا أصبح يرتعب من مجرد إرسال أبنائه إلى المعاهد والجامعات على ما نراه من خراب ودمار أخلاقي وتفش لكل أشكال الانحطاط القيمي… فمتا يستفيق الجميع ويستيقنون أنه لا نهوض ولا رقي ولا نجاح لهذا المجتمع إلا بإعادة القيم إلى سالف قدرها.. وتوطينها في نفوس الناشئة .. وصدق من قال إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا…