المعاومة أو تبادل الحمل الثمري في الأشجار المثمرة هي تعاقب سنين غزيرة الإنتاج الثمري بعد أخرى قليلة أو ينعدم الحمل فيها كلياً. تعد المعاومة اقتصادياً من الظواهر السلبية التي تواجه مزارعي الأشجار المثمرة ففي سنة الحمل الغزير تكون ثماره صغيرة ورديئة المواصفات الاستهلاكية والتصنيعية مقارنةً بالثمار الناتجة من أشجار مماثلة ذات حمل ثمري طبيعي هذا إضافة إلى أن غزارة الإثمار تضعف الشجرة وتكسِّر فروعها وأعضاء إثمارها بسبب ثقل الثمار. تختلف تأثيرات هذه الظواهر حسب أنواع الأشجار المثمرة ولكنها تشترك جميعها في استنفاد المدخرات الغذائية من الأشجار في سنة حملها الغزير وعدم قدرتها على تكوين البراعم الزهرية اللازمة للسنة القادمة 1- الطرق المتبعة للتغلب على ظاهرة المعاومة أو تخفيفها تعود عموماً ظاهرة معاومة الحمل الثمري في الأشجار المثمرة إلى مورثات (جينات) تتعلق بالأصناف من جهة ومن جهة أخرى بالخدمات الزراعية المختلفة ولا توجد طريقة معينة يمكنها أن تلغي تماماً هذه الظاهرة في الأصناف التي تميل إلى المعاومة على نحو كبير لكنه يمكن تخفيف حدتها بإتباع الآتي: اختيار الأصناف ذات الحمل الثمري المنتظم سنوياً عند إنشاء البستان والملائمة لموقعه منع العقد الزائد للثمار في الأصناف الخلطية التلقيح والتي تعتمد على النحل مثلاً بإبعاد خلايا النحل أو تقليل عددها في السنة التي يُتوقع فيها حمل غزير. الخفُّ المبكرِّ للمحصول الغزير وهو إجراء أكثر ضماناً لتنظيم الحمل الثمري السنوي مكافحة الآفات المختلفة بأسلوب فعال 2 الخدمات الزراعية التي يمكنها التحكم بظاهرة المعاومة أ التقليم: يفيد في إزالة جزء من البراعم الزهرية في سنة الحمل الغزير مما يقلل من إجهاد الشجرة ويجعل حملها الثمري مقبولاً في السنة المقبلة أما في سنة الحمل الثمري الخفيف فإن التقليم الخفيف أو المتوسط السوية يؤدي إلى فتح قلب تاج الشجرة للضوء ويزيد من نسبة عقد الأزهار فيها ومن ثم ينظم الحمل الثمري توازنيا في السنة المقبلة ويقلل الحمل الزائد فيها. ب التسميد الآزوتي: وذلك بتقليل كمية الآزوت في سنة الحمل الثمري الغزير قبل إزهار الأشجار فيؤدي إلى خفض عدد الثمار العاقدة ومن ثم إلى زيادة عدد البراعم الزهرية التي تتمايز في العام المقبل أما في سنة الحمل الثمري الخفيف فينبغي تقديم كمية كافية من الآزوت في فصل الربيع بغية الحفاظ على قوة نمو الأشجار على نحو جيد وتنشيطها لتلبية حاجات الثمار في السنة الجارية وزيادة عدد الثمار فيها والحصول على إزهار وإثمار معتدلين في السنة المقبلة. د خفّ الأزهار والثمار: أثبتت التجارب بأن تمايز البراعم الزهرية (والذي يضمن محصول العام التالي) يحدث مباشرة في أثناء مدة قصيرة لمرحلة إزهار العام الحالي (أي قبله بسنة كاملة تقريباً) ويختلف موعد هذا التمايز بحسب الأنواع والأصناف وموسم النمو في المنطقة المعينة ومن ثم فإن خفّ ( تقليل) عدد الأزهار والثمار العاقدة على الشجرة المثمرة في العام الجاري سيوفر الغذاء الكافي وتوجيهه نحو تكوين البراعم الزهرية اللازمة لمحصول العام التالي بدلا من استنفاده في نمو الحمل الثمري الزائد في العام الجاري. كما أن هذا الخف يزيد من المسطح الورقي لكل ثمرة متكونة ويوفر لها الغذاء اللازم مع إمكان تخزين كمية جيدة من الغذاء لتكوين براعم العام المقبل ويؤدي ذلك إلى حدوث نوع من التوازن الغذائي بين الثمار العاقدة في السنة الجارية والأزهار التي ستتكون في السنة المقبلة.