*ستكون للمواطن الكلمة المسموعة أكثرمن أي وقت مضى * هذه 4 مقترحات للمجلس البلدي الجديد تعيش تونس مرحلة حاسمة وفاصلة من تاريخها، تتزامن مع عودة الحياة البلدية في صياغتها الانتخابية، وزخم إرادة وطنية للخروج من المسار المضطرب الذي عرفته منذ 7 سنوات. والعمل البلدي ركن أساسي في عملية التنمية، واللاّمركزية الإدارية هي أحد العناوين الهامة لهذه المرحلة الجديدة. أردنا تلمّس خريطة طريق للعمل البلدي المستقبلي مع السيد وسيم الزواري لأنه صاحب تجربة عملية في هذا المجال، وهو من الذين لامسوا العمل البلدي وواقعه ومشاكله عن كثب في البنيةالتحتية والثقافة والصحة والسياحة والتخطيط العمراني والبيئة والمساحات الخضراء والارث المعماري…فطرحنا عليه 3اسئلة: س1- ماهي المشاكل التي تعاني منها البلدية، وماهي معوقات العمل البلدي؟ ج- قائمة طويلة منها ضعف نسبة التأطير التي لا تتجاوز5% ومن المفروض ان ترتفع الى 15 % لبلدية ميزانيتها 80 مليار،ونقص الموارد البشرية وضعف الرواتب والحوافز إلى جانبالروتين الاداري، وعدم جاهزية البلدية من ناحية ضعف التخطيط والتنظيم وأهمية رفع درجة التنسيق بين المصالح وبين البلديات وحتى غياب الرؤية البلدية من ناحية غياب برنامج وطني للبلديات.المهم ان الصورة التي يحملها المواطن عن بلديته غير جيدة، وهي مرادفة لضعف المؤسسة البلدية اجتماعيا وثقافيا وترفيهيا وبيئيا. ولهذا البلدية بحاجة اليوم الى رسم طموحات المتساكنين، وإلى انجاز خريطة طريق تحدد آليات التحرّك بهدف إطلاق ديناميكية بين كلّ قطاعات المجتمع المدني وكفاءاته العلمية والفكرية الذين مازلنا لانذكرهم ولا نقحمهم رغم ما لهم من دور فاعل ومركزي وحاسمفي مفاصل الحياة البلدية. س2- ماهي الحلول والأولويات التي قد تساهم في تفعيل العمل البلدي وتطويره؟ ج- تشكّل البلدية اليوم الإطار الأساسي لإرساء مفاهيم التنمية المحلية اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وبيئيا وترفيهيا بفضل مجلة الجماعات المحلية التي هي مرادف للامركزية أو للديمقراطية المحلية، وهي بذلك تتخطى الدور التقليدي الذي عرفته منذ الاستقلال. واللامركزية هي ليست ترفا، بل حاجة ومطلب معلن من مبادئ الأممالمتحدة، وهكذا فالعلاقة بين التنمية البلدية واللامركزية وثيقة جدا. وآن الاوان لصفاقس – مثلا- ان تكون لها خريطة سياحية ومسارات سياحية لاهم معالمها ومسالك صحية، ومساحات خضراء بحجم عدد سكانها، وتحسين بنيتها الاساسية وترفيع حجم المساكن المرتبطة بشبكة التطهير ، والقضاء على التلوث من أصله، وعودة الاهالي للبحرنهائيا وانجاز مشاريعها الكبرى…والنظر الى المستقبل من خلال التعاطي الجدي مع المدينة الذكية من واجب المجلس البلدي الجديد أن يكون قريبا إلى الناس وإلى حاجاتهم وأن يعبر عن تطلعاتهم وطموحاتهم بهدف تعزيز ثقة المواطن بالبلدية التي يقطن بها ورفع مستوى الشعور بالانتماء للبلدية وللوطن. ومن اليوم الأول لعملها لماذا لا تطلق المجالس البلدية الجديدة خطوة بدعوة كل من لديه أي اقتراح أن يتقدم إلى المجلس البلدي الذي من المفروض أن يكون بانتظاره بقلب مفتوح وعقل منفتح للتجاوب مع المبادرات البناءة التي يطرحها المواطن أو المجتمع المدني للوصول إلى الحلول المنشودة.وأن تنظّم البلدية لقاءات دائمة مع الجمعيات والمشاركة في أنشطتها ودعمها وأن تفتح التواصل اليومي من خلال زيارة الأحياء واللقاء بالمواطنين والتفاعل عبر كل وسائل الاتصال من فايسبوك وبريد الكتروني . وعلمتني التجربة في البلدية أنه متى سويت مشكلة التواصل تبدأ أولى خطوات معالجة بقية المشكلات وما أكثرها للأسف. ومن رايي هناك 4 مقترحات ناجعة وعملية قادرة على احداث نقلة نوعية في العمل البلدي القادم: أولا- بعث معهد وطني لتكوين أعضاء المجالس البلدية المنتخبين،لتدريبهم على العمل البلدي وفتح آفاق أرحب في تصوراتهم. البلدية بحاجة الى العبورمن الحلول الطارئة إلى العمل الاستباقي، فيتحقق الانسجام بين العمل البلدي اليومي وخطط التنمية الاستراتيجية، وكذلك التكوين المستمر للكوادر والموظفين والعملة وكل المصالح البلدية للانسجام مع الوضع البلدي الجديد، ومع ما تقتضيه ادارة نموذجية في الاعلامية والتطبيقات الذكية. ثانيا-إنشاء بنك للتنمية البلدية بقروض ميسرة ثالثا- إيجاد جسر من التعاون بين البلديات المتجاورة جغرافيا والبحث مشاريع تحمل أهدافا مشتركة وتكاملية تخدم مصالح جميع المتساكنين. رابعا- على المتساكن دفع مستحقاته كي تتمكن البلدية من إنجاز برامجها، وهو نوع من الالتزام المعنوي للمواطن كي يكون مع بلديته في التنمية المستدامة. وعلى البلدية من ناحيتها توطيد العلاقة مع المتساكن واعتباره شريكا كاملا في العمل البلدي، ومزيد تفعيل مشاركة الشباب والمرأة. س3- ما هي آليات التحرك المشتركة التي يمكن اعتمادها لتحقيق ذلك؟ ج- مجلة الجماعات المحلية الجديدة مكنت البلدية من أن تتحول الى المستوى الأول والأوحد لمفهوم اللامركزية. ولايمكن أن تكون هناك تنمية بلدية إن لم تتمتع البلدية بحد أدنى من حرية القرار والتحرك.وإيجاد خطة تنمية استراتيجية مسألة على غاية من الأهمية.نحن بحاجة الى اطلاق مشاريع تستقطب الزوار والمستثمرين وتساهم في خلق فرص عمل للشباب من الجنسين… اليوم في كل العالم النامي تتقدم مكانة البلديات وتكاد تتصدر بأهميتها كافة مؤسسات الدولة في التنمية والخدمات. فالبلدية هي محور كل الاهداف وكل المشاريع، عليها ان ترتقي بعملها وبرؤيتها وان تستقطب كل الاطراف القريبة والبعيدة من اجل اعطاء صورة متقدمة ومغايرة للقصر البلدي ومجالسه.