تُعتبر صفاقس من المدن القليلة التي حافظت إلى يومنا على عادة "حلّان الحلو" (صنع الحلويات منزليّاً) قبيل العيد، وهي عادة مهدّدة بالاندثار نتيجة تغوّل مصانع ومحالّ صنع المرطّبات نتيجة غلاء في الأسعار المكسّرات في تونس خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى الضعف تقريباً، بسبب تدنّيالدينار التونسي مقارنة بالعملات الأجنبية، وفرض السلطات أداءات مرتفعة على الموادّ الاستهلاكية غير الضرورية ورغم الارتفاع الجنوني في الأسعار ظلّ الإقبال على الحلويات كبيراً رغم تذمّر غالبية التونسيين، وعدم قدرتهم على تلبية احتياجات منازلهم ولوازم الضيافة أيام عيد الفطر المبارك. في صفاقس كنت تشاهد في الاسبوع الاخير من رمضان صفوفا طويلة امام المخابز والجميع ينتظر استواء حلوياته التي تتراوح بين البقلاوة والاسمر والغريبة والحمصية والدرعية والدرع والبشكوطو وحلو اللوز والملبس اما اليوم فنادرا ان نشاهد ذلك الا من بعض الميسورين الذين حافظوا على هذه العادة الجميلة ….المصانع عوضت هذه العادة واضافت معاناة جديدة للمواطن بسبب غلاء الاسعار المشط وغياب المراقبة عليها فهي تقرر الاسعار التي تريدها بدون خوف ومادامت العائلات تقبل عليها فهي تواصل " الشماتة " وبعضها يواصل الغشة واستغلال هذه المناسبة .