ودّع التونسيون سنة 2012 واستقبلوا السنة الميلادية الجديدة، هذا الحدث أضفى حركية غير اعتيادية على المحلات والفضاءات التجارية بولاية باجة كغيرها من مناطق الجمهورية ويأمل الأهالي أن تحقق السنة الجديدة امالهم وانتظاراتهم. «الشروق « تجولت في بعض المحلات وحاورت عددا من المواطنين حول أجواء الاحتفال بليلة عيد الميلاد وتحضيراتهم لهذه المناسبة.
وقد ذكرت السيدة سميرة العامري عاملة بإحدى المؤسسات الثقافية أنها تحتفل ككل العائلات التونسية بهذه المناسبة في حدود امكانياتها وتحاول اضفاء اجواء متميزة على هذه الليلة بالذات وذلك باعداد عشاء مما يطيب لأسرتها مؤكدة أن ما يجب أن نتطلع اليه بدخول هذه السنة هو استقرار حال البلاد والعباد وتوفير مقومات العيش الكريم لأبنائنا وكف العنف .
السيدة عروسية العمدوني تفضل اعداد المرطبات في بيتها وضد فكرة شرائها من المحلات بتعلة افتقارها في مثل هذه المناسبات التي يكثر عليها الطلب الى شروط النظافة وهي بذلك تقتصد في ميزانيتها وتوفر لعائلتها قالبا من الحلوى بأقل التكاليف . .
أما السيدة آسيا وهي موظفة ادارية فقد ذكرت أنها تنظر بشىء من الحكمة لكيفية التصرف في مثل هذه المناسبات التي تكثر فيها المصاريف مقابل الغلاء المشط للمشتريات من المواد الضرورية خاصة لصنع المرطبات وذكرت أنها تقتني في كل مرة احدى المكونات غير القابلة للتعفن حتى لا ترهق كاهلها من حيث النفقات ,كما ذكرت أنها ليست مع فكرة شراء مستلزمات هذه المناسبة من الشارع خصوصا المرطبات والدجاج وذلك حفاظا على صحة ابنائها ورغبة منها في الاستجابة لرغباتهم فيما يطيب لهم من الأكلات ,مضيفة أن هذه المناسبة ليست من مشمولاتنا لولا أنها أدخلت صلب عاداتنا فأصبحت بالنسبة للعديد فرصة لتغيير الأجواء وتجاوز روتين الحياة اليومية ..
وللرجال رأي في طريقة الاعداد لهذه المناسبة فيما يتعلق بالعشاء ومحتوياته حيث ذكر السيد منير العمري عامل بإحدى المغازات الكبرى أنه يفضل عشاء محترما بأقل التكاليف وبضمان عنصر النظافة اذ تتكفل الزوجة بإعداد العشاء وتجهيز المرطبات في حين يتكفل هو بشراء الحلويات والمكسرات وبعض المشروبات لإقامة سهرة عائلية , وقد عبر السيد منير عن أمله بدخول سنة جديدة محملة بالخير الوفير وأمن واستقرار بلدنا في كل المجالات.
المحلات استعدت بدورها لتلبية حاجيات المواطنين لهذه المناسبة سيما المطاعم ومحلات بيع المرطبات والحلويات ومختلف الفضاءات التجارية الكبرى في الجهة حيث ذكر السيد البحري صاحب احدى المطاعم الشهيرة بقلب المدينة أن التحضيرات انطلقت منذ يومين لتوفير متطلبات الحرفاء في هذه المناسبة حيث قام بجلب ما يقارب 200 دجاجة تم وضعها في الثلاجات ليقع الشروع في اعدادها باكر يوم الاحتفال بليلة عيد الميلاد الى جانب توفير مختلف الكميات من الخضر اللازمة .
وذكر محدثنا أن الاقبال مكثف على «الدجاج» خاصة وحيث أن هناك من يدفع تسبقة قبل ليلة رأس السنة ليضمن الحصول عليها فيما بعد عندما يصبح هناك ضغط على الطلب وهو ما يضطرهم الى العمل الى حدود منتصف الليل أحيانا . وفضلا عن المحلات فان الساحات المتاخمة للسوق الشعبية تشهد بدورها حركية غير عادية في بيع الدجاج والأرانب مما يشهد اقبالا مكثفا من لدن الحرفاء رغم غلاء أسعارها حيث يبلغ ثمن الديك الرومي من 20 الى 25 دينارا في حين يصل سعر الديك العادي الى 15 دينارا ويقدر سعر الأرنب الواحد ب12 دينارا .. وقد ذكر السيد منور الكوكي أحد تجار الدواجن بالسوق المذكورة أن عملهم في هذا المجال ينتعش في مثل هذه المناسبات وقد عبروا بدورهم عن أملهم في أن تحمل السنة الجديدة الى التونسيين الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في مختلف الجهات سيما بتراجع الغلاء المشط للأسعار الذي أرهق كاهل البسطاء من الناس ممن يمثلون الأغلبية الساحقة.