أولا ، لا يسعني إن أبدأ هذا المقال دون الترحيب بسيادة رئيس الحكومة اثر زيارته لولاية صفاقس ، هذه الولاية التي رغم ثقلها الإقتصادي والإجتماعي والسكاني فإن كبار مسؤلي الدولة لا يزورونها إلا مدرارا ….وذلك تماشيا مع حجم الإستثمارات العمومية المخصصة لمايزيد عن المليون نسمة القاطنين بها . سيدي الرئيس ، وفي خضم الديمقراطية البناءة التي تنعم بها بلادنا ، فإني أرى إن هناك عديد الولايات التي كانت تستحق زيارتك وهي أولى بذلك من صفاقس … فهذه الرقعة من البلاد التونسية … سيدي الرئيس … والحمد لله في ذلك … لطالما تمتعت بجميع حقوقها قالت في جميع القطاعات … فعلى الصعيد الإقتصادي ، أخذ معرض صفاقس التي انطلقت منه زيارتك ، شأنه في ذلك شأن الميناء والمطار … حقه من التهميش واللامبالاة حتى تراجع تصنيفهم عمليا من "دولي " إلى "جهوي " إما على الصعيد الجبائي ، فإن جميع الصفاقسية يباركون سيادة الرئيس ، إهتمام الدولة المفرط بصفاقس من هذه الناحية … فحملة الفساد التي كنت قائدها انطلقت وانتهت بشل عدد مهم من رؤوس الأموال الصفاقسية … هذا دون إن ننسى طبعا ،مواصلة الحكومة الحالية لسياسات الحكومة السابقة من حيث إنصاف صفاقس وجعلها من أول الولايات التي تدفع الضرائب …وهو ما يتماشى حقيقة مع الاستثمارات العمومية المخصصة للولاية من ذلك مثلا إصلاح بعض الحفر بطريق قرمدة وتركيب عمودين للسبورة اللامعة بملعب الطيب المهيري ، إضافة لتركيز تمثال الحبيب بورقيبة وحمادي العقربي وغيرهم ببعض المفترقات وذلك طبعا بالتعاون مع بعض الخواص نظرة للكلفة المرتفعة لهذه المشاريع …. إما على الصعيد الصناعي ، فإن ما تحظى به الشركات من إهتمام من طرف المراقبين الاقتصاديين وما تحظى به الطرق الصناعية من مطبات وحفر ، قد فاق حدود الشكر والإمتنان وعلى الصعيد الإجتماعي ، لا نظن إن هناك ولاية قد أخذت حظها من المتسولين والمجرمين وقطاع الطرق مثلما حظيت به صفاقس ، هذا دون إن ننسى طبعا إنتظام الصوناد في منح صفاقس حقها في الأعطاب المفاجأة وقطع الماء على كامل إرجاء الولاية من 3 إلى 7 أيام كل صيف … وهو لعمري مجهود يذكر فيشكر … إما على الصعيد الرياضي ، فلا أحد ينكر قيامك بواجبك مثلك ، مثل من سبقوك ومن سيخلفونك من حيث وعدنا بمدينة رياضية … لكن وحتى نعطي لقيصر ما لقيصر ، فإنه في عهدك تمكنا من تركيز عمودين للسبورة اللامعة المزمع تركيزها خلال القرن الحالي او القادم بملعب المهيري … هذا طبعا دون إن ننسى حصول فرق صفاقس بصفة عامة على حصتها وحصة بعض الفرق الأخرى من حيث الظلم والإستهتار وعلى الصعيد السياحي ، فإن مشروع تبرورة قد تحقق في أحلام كل الصفاقسية لذلك لا ترهق نفسك وتحاول تجسيمه لأنه في أحسن الأحوال ، لن نشاهده على أرض الواقع إلى على الخرائط والمخططات … لذلك ، سيدي الرئيس ، يظن الجميع إن زيارتك لصفاقس لا جدوى منها ، وكان من الأجدر زيارة بعض الولايات الأخرى التي تشكو نقصا في الطرق السيارة والمحولات … في الختام سيدي الرئيس ، قد لا أكون محقا ، فأنت الرئيس ، وأنت الذي ينظر للأمور بعين ثاقبة ، تختلف عن نظرتي المتواضعة ، فكاتب هذا المقال ليس سوى مواطن شاب متخرج من جامعتكم ، يعمل منذ سنوات لكسب لقمة العيش ، دون إن يطمح أن يكون له في يوم من الإيام مسكن أو سيارة أو زوجة أو أبناء … لأن ما سبق بصدد التحول شيئا فشيئا من منزلة الطموح لمقام الأحلام … ورغم كل ذلك ، يقوم بخلاص ما عليه من ضرائب ، ويحشش على رائحة السياب ، ويتمتع كل يوم بمغامرات التاكسيات بين حفر الطريق الصناعية بألبودريار … ويتهكم على الوضع المزري بدل أن ينقم عليه …