لليوم الثالث على التوالي تواصل إنقطاع الماء بصفاقس …. للصيف الثالث على التوالي يحرم المواطن الصفاقسي من إن يتمتع بديمومة أبسط مرافق الحياة … الماء نعم ، هذه الحقيقة التي وجب علينا الاصداع بها ، وسط تهميش ولا مبالاة من جميع السلط المعنية والإعلام الوطني والخاص ، فالاذاعات و القنوات الخاصة التي لطالما خيرتها فئة كبيرة من الجماهير الصفاقسية على اذاعاته الجهوية بعامها وخاصها لم تولي للموضوع أية أهمية … فلو كان الأمر يتعلق بولاية أخرى لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها … لكن صفاقس لم ولن تجد سوى إعلامها الجهوي الذي قام ولاحق يقال بمجهود يدكر فيشكر ، فقد حاولوا إثارة الموضوع و توفير المعلومة لكن للأسف كان تأثير ذلك ضعيفا نظرة لمحدودية إمكانيات وسائل الإعلام الجهوية ولا مبالاة المسؤولين الذين تم الإتصال بهم الذين قاموا في أحسن الأحوال بإطلاق بعض الوعود الزائفة بكل أريحية ودون أي خوف ، فألصفاقسي لحمتو حلوة وعاقل وميخوفش …. فما المانع إذن من قول ما يخطر على البال دون أي إحساس بالمسؤولية ودون أي إعتبار لأي ردة فعل من الممكن حدوثها … لكنهم متيقنون أنها لن تحدث … وهنا لسائل إن يسأل ، هل يعلم الأعوان المقصرون كم من شتيمة يتلقونها كلما هم مواطن من جملة المليون مواطن بفتح حنفية المياه لكي يجد … اللاشيء ؟ وكم من سبة يتلقونها كلما تعكرت حالة احد مرضى الكلى نتيجة هذا الشح في واحدة من أبسط مقومات الحياة ؟ … هل يعلمون كم لعنة يتلقونها كلما … وكلما وكلما … قد يبدو للبعض إنه مجرد عطب تقني … قد يبدو هذا التوجه منطقيا لو تم بصفة عرضية … لكن إن يتكرر نفس الأمر بصفة متتالية ،وفي نفس الفترة ، وفي نفس المنطقة ، دون أي إصلاح جوهري … فإن ذلك يتحول من مجرد عطب تقني … إلى عطب ناتج عن اللامبالاة … لذلك ، وإن كان المسؤولون على هذه الفظاعات يحترموا أنفسهم بدرجة أولى ويحترموا المليون ونصف مواطن الذين يقتاتون داخل هاته الرقعة من الجمهورية التونسية ، فعليهم إصدار توضيحات في ما حدث والقيام بتحقيق شامل ينتج عنه برنامج عمل واضح يضمن عدم تكرار هذه الأخطاء والقيام بعمليات الصيانة بصفة استباقية وإحترافية ومنتظمة … فيما عدا ذلك … ما على الصفاقسية سوى الحفاظ على إبيارهم وماجلهم ما دامت هذه الولايات تواصل تأخرها لتدفع بقية الولايات الأخرى …