برهان الذي حكم عليه اليوم بسنتين سجنا، هناك من يرغب في تصويره على إنه كان “الرجل الثاني” في النظام السابق مباشرة بعد الرئيس بن علي، وهو أمر مخالف للحقيقة بعيد عنها بعد الارض عن السماء، فالرجل الثاني كان فؤاد المبزع الذي تولى الحكم مباشرة بعد الثورة، وينعم الى اليوم بمرتب تقاعدي يساوي مرتب رئيس الجمهورية المباشر.. وبين الرئيس بن علي وبرهان يوجد آلاف من البشر الذين تولوا مسؤوليات حقيقية في اجهزة الدولة التونسية، غالبيتهم شملتهم قوانين وقرارات العفو والمصالحة، وبعض يتولى وظائف عليا في مؤسسات هرم السلطة، فلماذا برهان؟ برهان يعيش في شقة وليس فيلا، وله سيارة لا أسطول سيارات، ولا يملك لا مصانع ولا مزارع، ويتدبّر رزقه بجهده شهرا بشهر كما يفعل غالبية أبناء الطبقة الوسطى.. يريد بعضهم اليوم ان يمسح فيه جرائم نظام دام عقوداً، وما اقترفه المفسدون الحقيقيون الذين يتحكم كثير منهم اليوم في مفاتيح السلطة والثروة.. لك الله يا صاحبي، ولتونس أيضا التي لم يعالج فيها ملف واحد على نحو عادل الى اليوم..العدل أساس العمران والظلم مؤذن بخراب البيوت..