أحُزْنٌ بداخلي؟ أم هي الطبيعة حزنت فارتدت وشاحا رماديا أسفا على رحيل المصور الصحفي الشاب عبد الرزاق الزرقي الذي أشعل نفسه يأسا في القصرين؟ شاب مقبل على الحياة وأب لبنتين، يلجأ لوالدته كباقي أبناء حيه البطّالة، وهو المصور الصحفي بقناة تلفزية خاصة، لتحصيل ثمن قهوة وسيجارة!! مصور صحفي شاب يعمل في مؤسسة إعلامية تسرق عرقه وتنتهك حقوقه، ولا يجد من يأخذ بيده ويدافع عنه.. أحمّل نقابتنا، النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي فقدت بريقها النضالي وتخلت عن واجبها في الدفاع عن منظوريها، كامل المسؤولية في المأساة الحاصلة لزميلنا عبد الرزاق الزرقي.. أحمّلها مسؤولية معاناة مئات الصحفيين الشبان الذين يعملون في ظروف هشة ولا يجدون من يدافع عن حقوقهم.. أحمّلها مسؤولية الصحفيين المطرودين ظلما وتعسفا، وكل ما تعرضه عليهم النقابة هو اقتراح توفير محام لهم لمساعدتهم أمام القضاء.. تصوروا أن مسؤولا برئاسة الحكومة وأنا أراجعه بخصوص إلحاق إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم بمؤسسة الإذاعة العمومية، أجاب عندما سألته عن وضعية الزميلة زهرة الضيفي التي تم طردها تعسفيا من الإذاعة، بأنه عليها أن ترفع تظلما وتقوم نقابتها بالدفاع عنها، كي تتدخل رئاسة الحكومة بصفتها المشرفة على القطاع العمومي لإنصافها!! هل من دليل أبلغ من هذا عن خذلان أغلب القائمين على نقابتنا لصحفييها؟ هؤلاء يخدمون أجندات لا علاقة لها بالمهنة، وأتحداهم إن كان لديهم قليل من الإحساس بالمسؤولية وبالكرامة أن يستقيلوا.. لكني أعرف أنهم لا يفعلون!! رحم اللّه عبد الرزاق الزرقي، وكان في عون كل زملائنا الشبان المجاهدين، الذين يعانون في صمت ويحافظون رغم كل المصاعب والتحديات على أملهم في غد أفضل، وحلمهم بأن يكونوا سلطة حقيقية تنتصر لتونس وللحقيقة.. تحيا تونس تحيين: اتصل بي قبل قليل مفدي المسدي المستشار الصحفي لرئيس الحكومة، ليعلمني أنه أمر مدير إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم بإعادة الزميلة المطرودة زهرة الضيفي لعملها، مؤكدا أنه يرفض طرد صحفي لمجرد أنه قرأ بيانا نقابيا في الإذاعة.. مبروك للزميلة زهرة الضيفي، ورحم الله الزميل الصحفي عبد الرزاق الزرقي.