إلى السيد رئيس حكومة الجمهورية التونسية الموضوع: دعوة لاستقبال وفد ممثل عن إتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين “إجابة” على إثر الوقفة الاحتجاجية المقررة ليوم الإربعاء 20 فيفري 2019 تحية طيبة وبعد، تشهد الجامعة العمومية التونسية اليوم حالة احتقان غير مسبوقة بسبب الأوضاع المتردية جداً والمشاكل المتراكمة منذ سنوات وتخوض اليوم أكثر من 73 مؤسسة جامعية إضراباً إدارياً والعدد مرشح للارتفاع وللأسف اليوم أكثر من 120 ألف طالب لم ينجزوا امتحاناتهم وقد بات خطر السنة البيضاء محققاً في ظل تجاهل سلطات الإشراف لمطالب الجامعيين الباحثين المؤجلة منذ سنوات رغم إصرارهم على المحافظة على هيبتهم وعلى استمرار جامعتهم العمومية. نحن نؤكد لسيادتكم أن وزير التعليم العالي لا يحذق سوى سياسة الهروب إلى الأمام ويحترف منذ سنوات سياسة تقزيم تحرّكات الجامعيين الباحثين سواء في تدخّلاته الإعلامية على المقاس أو في جلسات استماع مجلس النواب أو حتى في مجالسكم الوزارية وقد أثبت فشله الذريع في حلّ أزمة السنة الماضية التي دامت 5 أشهر و5 أيام. نودّ تذكيركم أننا وجهنا لكم العديد من المراسلات في هذا الغرض هذا إلى جانب نشر رسالات مفتوحة لكم في الإعلام ويحزّ في أنفسنا أنكم تجاهلتم الأزمة الكبرى بالجامعة التونسية في خطابكم التلفزي الأخير ولا يفوتنا أن نذكركم أن الدستور أقرّ التعددية النقابية وبما أننا نقابة مستقلّة تضمّ حصريا الجامعيين الباحثين فيهمنا أن نلفت نظركم إلى أننا أيضا شركاؤكم الاجتماعيون ونحن أصحاب الأرض في الجامعة التونسية ولسنا مجرّد أجراء. نحن مستاؤون جدّا من طريقة تعاملكم مع نخبة النخبة في هذا الوطن وقد ساءنا أكثر تصريحاتكم الأخيرة للإعلام الفرنسي بأنّكم غير قلقين من نزيف هجرة الكفاءات ويهمّنا أن نعلمكم أننا ندقّ ناقوس الخطر منذ سنة 2011 حول تصحّر جامعاتنا ومخابرنا نتيجة هجرة الآلاف من الكفاءات الجامعية تبعا لاعتماد سياسة تفقير الجامعيين الباحثين والتقليص المفزع والغير مسبوق لميزانيات هياكل البحث العلمي ونحن اليوم نطّلع على المقالات العلمية العالمية من خلال مواقع القرصنة!!! الأسباب الرئيسية لهذا الإضراب هي غياب العدالة في التأجير من خلال عدم تطبيق مبدأ احترام التوافق ما بين الشهادة العلمية للأستاذ الجامعي الباحث ومستوى تأجيره وهنا يهمنا أن نذكركم أن الرائد الرسمي للجمهورية التونسية ينصّ على أن شهادة الدكتوراه هي أعلى شهادة في البلاد، كما نذكركم أنكم ترفضون فتح أبواب المناظرات للدكاترة العاطلين عن العمل منذ أكثر من ثلاث سنوات وقد تجاوزت أعدادهم الخمسة آلاف وهم يعيشون ظروفا صعبة للغاية والوطن محروم من الاستفادة من كفاءاتهم بما أنه لا يمكنهم قانونيا الانتماء لهياكل البحث وبالتالي هم في مهبّ الريح ولا يفوتنا أن نخبركم أن استهزاء وزارة التعليم العالي بهم وصل إلى حدود غير مقبولة إذ تمّ اقتراح عقد إسداء خدمات لدكتور باحث كامل الوقت بأجر شهري صافي يساوي 300 دينار!!! سيدي رئيس الحكومة التونسية، نحن لا نطلب صدقة ولا منّة ولا نستجدي بل نطالب باسترداد حقوقنا المشروعة المهضومة منذ سنين والتي تعبنا من أجلها عشرات السنوات من الكدّ والجهد والتميّز والتألّق العلمي لنيل أعلى الشهائد العلمية واجتياز أصعب المناظرات في رحلة محارب فريدة من نوعها في كلّ الوظيفة العمومية. حالة الغضب اليوم لدى الجامعيين الباحثين بلغت اقصاها في ظلّ إحساسهم بالغبن وبأن الدولة التونسية تتجاهلهم ولا تقدرهم حقّ قدرهم، نحن قادمون بالآلاف يوم الإربعاء 20 فيفري 2019 في وقفة احتجاجية حاشدة وسلمية بساحة الحكومة بالقصبة وذلك للتعبير عن غضبنا ورفضنا لهذا الوضع، ويسرنا أن نتوجه لكم رسمياً بطلب لقاء معكم على إثر هاته الوقفة وكلنا أمل أن تنتصروا لنخبة النخبة في هذا الوطن حتى تبقى جامعتنا العمومية منارة علم وبحث وقاطرة تقدّم.