كانت الأحزاب في الشقّ الثوري تعتقد أنّ قيس سعيّد سيكون ضعيفا بدون كتلة خاصّة به في البرلمان.. وأنّه سيكون في حاجة إليهم ليشكّلوا له حزاما سياسيّا في مجلس النواب.. لكنّهم اكتشفوا بعد الإنتصار السّاحق والكاسح غير المسبوق الذي حقّقه سعيّد بنسبة تناهز 73 بالمائة.. أنّ قيس سعيّد سيكون أقوى منهم كرئيس للجمهوريّة.. وسيكون وراءه دعما شعبيّا سياسيّا قويّا جدّا لا قبل لهم بتحدّيه..!! لا تزال حركة النّهضة تشهد نقاشا وجدلا داخليّا حول ما إذا كان رئيس الحكومة يجب أن يكون من داخل حركة النّهضة أو من خارجها..!! وهناك عدّة إقتراحات أسماء في الحالتين.. لكنّ القرار في طور الإعداد.. والحسم لا يزال بعيدا..!! – التيّار الديمقراطي منقسم إلى تيّارين إثنين اتّجاه إمكانيّة الدّخول في إئتلاف حكومي تقوده حركة النّهضة..!! التيّار الأوّل لا يرغب في مشاركة النّهضة في الحكم.. أو مشاركتها على مضض بشروط مجحفة منها المعلنة حول رئيس حكومة غير نهضوي والحصول على وزارات قويّة بصلاحيّات كاملة.. وفي أقلّ الحالات فرض بعض الشّروط على النّهضة في الحكومة مقابل التّصويت على منحها الثقّة لكن دون الدّخول فيها..!! التيّار الثاني يدعو إلى التعامل إيجابيّا مع حكومة إئتلاف مع النّهضة باعتبارها خيار الأمر الواقع.. لكون البديل هو الفشل في تكوين الحكومة ومنح الفرصة دستوريّا لشقّ الثورة المضادّة وحزب قلب تونس لنبيل القروي.. فإن فشل فإعادة الإنتخابات برمّتها.. دون أيّ ضمانات بإعادة فوز التيّار بنفس عدد المقاعد..!! ولذلك يدعو هذا التيّار داخل حزب عبّو إلى الإمتناع عن التعنّت.. والجلوس إلى النّهضة دون شروط مجحفة مسبقة.. والتفاوض معها إيجابيّا.. ثمّ إتّخاذ القرار المناسب على ضوء ما هو مطروح..!! – حركة الشّعب قد تراجع موقفها السّلبي المبدئي الرّافض للدّخول في إئتلاف حكومي مع النّهضة.. والسّابق لها التعبير عنه.. خاصّة في حالة نزول الصّافي سعيد بثقله في إقناع الحركة بالمشاركة في الحكم..!! الصّافي سعيد يسعى في المقابل إلى الحصول على منصب رفيع في الحكومة..!! بالتوازي مع ذلك يسعى الصّافي سعيد في نفس الوقت إلى بحث إمكانيّة الحصول على منصب رفيع مناسب مع رئيس الجمهوريّة الجديد قيس سعيّد..!! – حركة النّهضة وحزب تحيا تونس شبه متوافقان على أن يكون لحزب يوسف الشّاهد مشاركة بالحكومة.. حتّى وإن كانت محدودة..!! – بعض قيادات النهضة المحتفظة بعلاقات متميّزة مع يوسف الشاهد.. متخوّفة من إمكانيّة أن يستعمل أحد الأحزاب الأخرى الممكن دخولها مع الحركة في الإئتلاف الحكومي لفيتو ضدّ مشاركة حزب تحيا تونس..!! – بعض الأحزاب المرشّحة للدّخول في إئتلاف حكومي مع حركة النّهضة.. لديها أيضا تحفّظات حول مشاركة إئتلاف الكرامة وسيف الدّين مخلوف.. وهو ما قد يثير مشاكل أخرى مستقبلا.. ويعقّد فرص تكوين الحكومة..!! – إئتلاف الكرامة أبدى إستعدادا للدّخول مع النّهضة.. بشرط تنفيذ جزء ممّا وعد به ناخبيه.. ووضع برنامج عمل حكومي واضح يستجيب في جانب منه لبرنامجهم المعلن.. دون أن يعبّر حتّى الآن صراحة عن مطالبه في الخصوص..!! في المقابل فإنّ هناك تخوّفات من تعقّد المفاوضات لتكوين إئتلاف حكومي.. إن عارض إئتلاف الكرامة حصول بعض الأحزاب الأخرى على وزارات هامّة.. خاصّة وأنّه يعتبر نفسه مساويا تقريبا لحزب التيّار الديمقراطي من حيث عدد المقاعد بالبرلمان (21/22).. ولن يسمح الإئتلاف تبعا لذلك بأن يحصل التيّار على أكثرّ ممّا قد يحصل عليه هو في الحكومة..!!
