قطاع الصحّة العمومي في صفاقس " مريض" وعليل وقريبا سيدخل غرفة الإن-عاش .. فالخدمات رديئة رداءة الممارسات التي يلقاها المرضى والفضاءات ضاقت بزوّارها الذين يتقاطرون عليها من اغلب ولايات الجنوب ولم تعد البنية الأساسيّة للمستشفيين الجامعين قادرة على إستيعاب جميع المرضى ومما عمّق من المأساة التي يتعرّض لها المرضى المساكين هي الإضرابات التي توالت على هذا القطاع بفعل أشخاص كلّ همّهم تعطيل المرفق العمومي بداعي الدفاع عن العملة والموظفين والممرّضين والاطبّاء دون ان يدركوا ان إضراب يوم واحد يؤخّر مواعيد مئات المرضى إلى تواريخ لاحقة مع ما يتضمّنه ذلك من خطورة على حياتهم وإنتظاراهم لمدّة طويلة لهذه المواعيد فماهو ذنبهم حتّى تضاف معاناة اخرى إلى معاناتهم ؟ وإن علمنا ان اطبّاء الإختصاص واطباء الأسنان والصيادلة سيدخلون في إضراب يوم 10 ديسمبر فكيف سيتمّ التعامل مع المرضى وهل سنتركهم لحظهم العاثر يدفعون ثمن هذه الإضرابات وهل ليس من حلّ آخر غير الإضراب ؟