حادثة إنفجار القنبلة يدويّة الصنع بطريق العين بصفاقس أقامت الدليل على ان صفاقس ليست بمنآى عن ضربات الإرهاب الذي بات يطرق بابها بقوّة وقد نستفيق يوما على حقيقة مؤلمة وهي ان العاصمة الإقتصاديّة لتونس هدفا من الاهداف الكبيرة للإرهاب .. سيدي رئيس الحكومة : صفاقس هي مدينة المليون ساكن فماذا وفّرتم لها ؟ المؤسّسة الامنيّة بالمدينة لم تتغيّر منذ ما قبل الثورة لا من حيث التجهيزات ولا الاعوان وبقيت دار لقمان على حالها .. من سبقوك في الحكم تناسوا عاصمة النزوح رغم الرسائل التي توجّهنا بها إليهم فصفاقس بالنسبة للجميع عنوان التهميش وقد نقبل بالتهميش الإقتصادي والإجتماعي والتنموي ولكننا لا نقبل ان نهمّش أمنيّا فصفاقس سيدي رئيس الحكومة إن كنت لا تعلم فصفاقس هي بوّابة الجنوب ومحطة عبور الأشقاء من ليبيا ومقر إقامتهم مع كل ما يمثل ذلك من خطر امني فماذا وفّرتم لها ؟ طبعا لا شيء فإقليم أمن صفاقس يعمل بنفس التجهيزات ونفس عدد الاعوان وكانها مدينة عاديّة وليست عاصمة الجنوب مع كل ما يعنيه ذلك من تراكمات فالعاصمة تنعم باكثر من 15 ألف عون امن وبكل انواع الفرق المختصّة وعدد سكّانها بولاياتها الاربع 2 مليون نسمة وصفاقس تعدّ أكثر من مليون ساكن ولا يتجاوز عدد الاعوان المباشرين 800 عون يعملون في ظروف قاسية ولعلّ آخرها وصول المعاطف الواقية من المطر في بداية الصيف بعد أم قضوا شتاء قارسا بدونها دون الحديث عن المقرّات الامنيّة التي لا تستجيب لمقوّمات العمل الامني السليم ومستلزمات العمل الإداري التي يجد الاعوان مشقّة في توفيرها ؟ فكيف سيتحكّمون في الامن بهذا العدد الضئيل وبمثل هذه التجهيزات رغم ما يبذلوه من مجهودات تتجاوز الطاقة البشريّة ؟ فحتى التقسيم الجغرافي للمدينة لا يخضع للمفهوم الامني الحديث وكان من الاجدى بعث أقاليم جديدة بصفاقس بعد تقسيمها إلى ثلاث ولايات بالنظر إلى الإنفجار الديمغرافي الذي تشهده المدينة … لا نشكّ للحظة أنكم على علم بذلك وبعدد النازحين من اغلب ولايات الجمهوريّة وذلك قدرها لانها عاصمة إقتصاديّة ولكن لم يقع التصرّف من طرف الحكومات المتعاقبة على هذا الاساس وفي جميع المجالات وتترك دائما لقدرها ولمقولة السبسي الشهيرة " الصفاقسية يعملو على رواحهم " فهل المطلوب منا كذلك فتح مراكز امنيّة خاصّة ؟ سيدي رئيس الحكومة ندعوكم لزيارة مؤسّستكم الامنيّة بصفاقس لتقفوا على صدق ما نقلناه لكم ولتقفوا كذلك على معاناة الامنيين بصفاقس وتضحيتهم بالعمل ضعف توقيتهم العادي وبوسائلهم الخاصّة وعلى مدى إنتشار الجريمة والفساد وعجز ما توفّر من رجال الامن على مواجهتها والآن وقد طرق الإرهاب بابنا فالواجب والمسؤولية تدعوكم إلى دعم هذه المؤسّسة حفظا للإقتصاد التونسي الذي لو تنجح إحدى العمليّات الإرهابية فسينهار بالكامل وتنهار كامل البلاد لأن صفاقس هي المدينة العاملة الوحيدة تقريبا منذ الثورة …. وساعتها لن ينفعنا الندم