وعيا بالرهانات البيئية التي تواجهها تونس في ظل تدهور المحيط البيئي وغياب مفهوم المواطنة وانطلاقا من الحاجة المؤكدة لإرساء حوكمة جديدة تقوم على أسس علمية وواقعية للقضايا البيئية من حيث اعتمادها على مناهج عملية في التكوين والتسيير والكفاءات فضلا على ضرورة انخراط الاعلام والمجتمع المدني في هذه الخطط الوطنية، بادرت جمعية بدائل وشبكة جمعيات الطبيعة والتنمية بتونس والجامعة التونسية للبيئة والتنمية و الجامعة الوطنية للجمعيات البيئية والتنمية المستدامة بإطلاق عديد المبادرات من اجل ادراج المسالة البيئية ضمن اولويات التحول الديمقراطي في بلادنا ما بعد الثورة حفاظا على ثروات الاجيال القادمة ، خاصة امام الانتهاكات الخطيرة التي ترتكب في حق البيئة وما رافقها من خسائر كبيرة طالت المنظومة البيئية ككل في فترة الانفلات والتجاذبات ، ومن بين هذه المبادرات منتدى المواطنة من اجل البيئة. هذا المنتدى الذي تساهم في تنظيمه مؤسسة هانريش بول الالمانية ، يطوي هذه السنة دورته الثالثة وسيلتئم بفضاء المركب الثقافي محمد الجموسي بصفاقس يوم 22 جوان 2014 تحت عنوان "البيئة بين غياب المواطنة وضعف الحوكمة" بمشاركة حوالي مائة وخمسين جمعية بيئية وخبراء للتحاور حول 3 مواضيع اساسية : الوعي المواطني البيئي بين الثقافة والتربية و مجلس المواطنة للبيئة والتنمية وتفعيل هيئة التنمية المستدامة وحقوق الاجيال القادمة . بالإضافة الى ذلك سيتضمن المنتدى فضاء عرض مخصص للجمعيات لتقديم مبادراتهم وأنشطتهم من أجل حماية البيئة. وسيتوج هذا المنتدى بالإعلان عن تأسيس مجلس المواطنة البيئية والتنمية المستدامة والذي يهدف الى لم شمل الجمعيات الناشطة في المجال البيئي والدفاع عن الحقوق البيئية والتفكير في الحقوق البيئية للأجيال القادمة والتصدي للانتهاكات البيئية المتعددة مع حشد ودعم مبادرات حماية البيئة والتحسيس بضرورة اعادة بناء سلوك التونسي ازاء البيئة انطلاقا من سن مبكرة عبر المطالبة باعادة النظر في منظومة التربية وإدراج حصص نظرية وتطبيقية تتعلق بالبيئة.كما سيعمل هذا المجلس عقب تكوينه على مشاركة الحكومة في ضبط قانون أساسي لهيئة التنمية المستدامة وحقوق الأجيال القادمة والتي تم التنصيص عليها في الدستور. وخلافا للسنوات السابقة سيلتئم المنتدى بمدينة صفاقس في اطار ألامركزية وفي ذلك تأكيد على أن تحقيق الحوكمة البيئية يمر حتما عبر تفعيل الحوكمة المحلية .