الجزء الثالث: نتيجة بالآلة الحاسبة السّلام عليكم... و بمنطق الخسارة فإنّ الأمريكان خسروا 4408 من شبابهم، و تحوّل 32000 منهم إلى شريحة المعاقين و المجاريح، بعضهم لا أمل له في العودة إلى حياة طبيعية... خسارة في الأرواح و في الأبدان، كانت غير مُتّسقة مع أهداف لم تحقّق. علاوة على الخسائر الماديّة الفلكيّة التي ستكتشفها الإدارات الأمريكية اللاّحقة تباعا، و التي تعترف بها إدارة الرئيس “أوباما” حاليّا على استحياء، لعظم الجرح و الدّم مازال ينزف... خسائر أراها تُثبّتُ مسمارا آخر في نَعش المارد الاقتصادي الأمريكي... نعشٌ أراه يُصنَع على مَهل، و أظنّ انتهاء طلائه لا يستغرق عقدين أو ثلاثة عقود أخرى. أمّا عن العالم الجديد الذي يسوده الأمن و الأمان بعد احتلال العراق، و العبارة مقتبسة من “بوش الصغير” ، فها نحن نراه جيّدا، و نرى سلامه المزعوم أين ما نولّي وُجوهنا... في جثث الموتى، وفي بكاء الأرامل، و في دموع الأطفال، و في أجساد الشيوخ... فالتاريخ لم يشهد القتل و الدّم الذي سجّلناه و مازلنا نسجّله في العراق. و انسحاب المحتلّ الأمريكي من تلك الرّبوع لن يوقف أنهار الدّم المُهرقة منذ دخوله، لطبيعة البيئة السياسية و الاجتماعية العفنة التي سيُخلّفها وراءه. وأصلُ الآن في تحليلي هذا إلى موضوع البترول، للرّد على بعض المحللّين الذين ناظرتُ بعضهم في هذا الموضوع في مناسبات مختلفة سابقا، ممّن يدَّعُون أنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة قد وضعت يدها على آبار النّفط العراقيّة لعقود قادمة، و أنّها قد ربحت من هذا العمل العسكري ذهبا أسود لا ينكر قيمته أحد. لأفتحَ قوسا أذكّر فيه أنّ كلّ احتلال دولة لأخرى هو من الأعمال الباطلة، و أنّ كل منفعة تأتي لدولة عن طريق احتلالها لدولة أخرى، هي منفعة باطلة كذلك تأخذ حكم السّرقة، و لنا في ديننا خير مرجعٍ في مسألة سياسيّة كهذه، وهنا أغتنم فرصة نشر هذه المقالة الرأي في جريدة أمريكية عريقة، لأنهي إلى القرّاء الأمريكيين الذين يُريدون أن يتعرّفوا إلى الإسلام عن قرب بالتعرّف إلى أحكامه، بأنّه يُحرّم غصب خيرات أرض تطؤُها جيوش إسلاميّة، كما يُحرّم جلب خيرات بلدٍ من غير البلاد الإسلاميّة،إلى مركز الدّولة الإسلاميّة، عدى جَزية الحماية المعروفة في الفقه و في الأحكام الفقهية. و لجواب الذين يتكلّمون عن جلب الاحتلال لمنفعة مادّيّة عبر البترول العراقي، لا يسعني إلاّ دعوتهم إلى إجراء عمليّة حسابيّة بسيطة تكشف قيمة الأموال المهدورة في الولايات المتّحدة الأمريكية، تحت عنوان احتلال العراق، و نتيجة قسمتها على براميل النفط المنهوبة بأثمان بخسة منه، لنجد أن الأمريكان كانوا سيدفعون دولارات أقلّ لو توّصلوا بنفس الكميّة من البترول التّي تحصلوا عليها طوال السّنين التسع التّالية للغزو، و التي كانوا سيتحصّلون عليها في المستقبل، لو اصطفّوا مع المشترين بصفة عاديّة كغيرهم من الدّول. لذا استطيع أن اجزم بعد كل ما سبق أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، قد خرّبت دولة شقيقة باحتلالها و غزوها، وقبلاً بحصارها... خرابٌ كان له تأثيرات مباشرة و غير مباشرة على المنطقة... خرابٌ زاد في تكريس النّقمة على كلّ ما هو أمريكي... خرابٌ لن يهدأ بال العرب و المسلمين دون القصاص من صاحبه و لو طالت الأيّام... خرابٌ لن يهدأ بال كل شريف أمريكي دفَع الضّرائب لجيش بلاده، إلاّ بعد محاسبة الضالعين فيه. فتحي الزغل [email protected] facebook: Fathi ZGHAL