يستغل بعض الموالين وبائعي الأضاحي شغف الأطفال والشباب وولعهم بقرون الكباش واتخاذهم لها كوسيلة للتباهي فيما بينهم ودليلا على قوة وبسالة أضحيتهم، لرفع أسعارها ليفرضوا بذلك زيادات تصل إلى حدود 15 ألف دينار على السعر الحقيقي للكبش فقط من أجل القرنين، وهي فرصة الربح التي لا يفوتها بعض التجار الجشعين الباحثين عن الربح السريع والشباب الذين حولوا العيد من سنة إلى وسيلة للتفاخر. مازالت أضحية العيد تشغل الشارع الجزائري فبعد أن كثر الحديث عن الحمى القلاعية ومخاطرها مرورا بارتفاع أسعار الأضاحي هذه السنة بقي الشباب والأطفال حريصين على عاداتهم السنوية في اختيار أضاح بقرون كبيرة وهو شرط أساسي بالنسبة إلى الكثيرين، الأمر الذي دفع ببعض الموالين إلى رفع أسعار الخرفان المزودة بقرون مقارنة بالأخرى وفرض زيادات مالية تتراوح ما بين 3 آلاف و15 ألف دينار على حسب طول القرنين، فالكبش الأقرن هو الأكثر طلبا ومبيعا رغم ارتفاع سعره. ففي الوقت الذي لا يجد فيه الفقراء ما يفرحون به أبناءهم ويدخلون به البهجة إلى قلوبهم في يوم عيد المسلمين، لا يتوانى آخرون في دفع مبالغ طائلة بغية الحصول على كباش بقرون كبيرة، يقول أحد الشباب (فارس): القرون بالنسبة إلى المراهقين أمر ضروري في الأضحية لا يستغنون عنه، وهو أول ما يبحثون عنه عند شراء كبش العيد غير مبالين بحجمه. وهو ما يجعل أسعار هذه الخرفان أكثر ارتفاعا.. فمثلا ثمن كبش عادي حجمه متوسط في حدود 40 ألف دينار أما إذا كان يملك قرنين فلن يقل عن 55 ألف دينار أي 15 ألف دينار زيادة عن سعره الحقيقي، وهذا حسب دورات القرون فهناك نصف دورة ب 5 آلاف دينار ودورة ب 10 آلاف. وإن كانت القرون مصدر إزعاج للأمهات ومبعثا للخوف في الجنس اللطيف، فإن بعض الشباب يشترطون أن يمتلك خروف العيد قرنين وإلا فلن يقترب منه أو يلاعبه، وهو ما حدث مع رب عائلة من باش جراح في العاصمة، اقتنى خروفا بدون قرنين وبمجرد أن وصل إلى المنزل وشاهده أبناؤه حتى غضب ابنه صاحب 18 عاما وبدأ يصرخ بحجة أن الكبش "فرطاس"، وهو أمر محرج إليه فالكبش بدون قرون على حد قول الابن عار ومخجل لذا رفض أن يقترب منه واشترط أن يكون له قرنان، فلم يكن أمام الوالد المسكين سوى بيع الخروف لأحد معارفه وأعاد اقتناء كبش آخر أقل حجما وأغلى ثمنا لكنه يملك قرنين كبيرين، دورة ونصف، إرضاء لابنه، مستغربا الجدوى من هذه القرون التي لن تسمن ولن تغني من جوع.