صفاقس الجميلة سابقا تعدّت عليها المدنيّة بابشع مظاهرها هذه المدنيّة التي افقدتها نضارتها وتسبّبت في حرق كل جميل فيها ..فأين الكازينو واين الناتاسيون وأين باب الجبلي وأين صفاقس بصفة عامة …صفاقس لم تعد موجودة فهي عبارة عن مدينة هرمة بدون طرقات وبدون بيئة سليمة وبدون مرافق عموميّة وحتى الهواء النقي نبحث عنه صيفا عندما نغادر المدينة إلى المدن التي مازالت تنعم بشبابها فكيف لصفاقس ان تصبح قطبا سياحيا وقد عبثت الايادي بكل شيء ويغادرها أبنائها للسياحة صيفا …فحتى تاريخها الضارب في القدم لعبت به أيادي الزمان وأصبح عبارة عن مزبلة كبيرة فالسور إحترق وتهرّأ وبدا في التساقط وجميع العيون مغمضة ونائمة نومة أصحاب الكهف فلا احد حرّك ساكنا لتكون صفاقس كما عهدناها أو حتى إيقاف نزيف الإهمال واللامبالاة يتحدّثون عن عاصمة ثقافيّة وأغلب آثارها إنقرضت أو ستنقرض ..طرقاتنا مهزلة عصريّة وحركة مرورنا لا تقهر ..فالسائح الذي سيقصد صفاقس سيغادرها بمجرّد جولة في المدينة فلا المدينة العتيقة عتيقة ولا أثر لتاريخ تليد يقدّر بآلاف السنين لن نكون قطبا سياحيا قبل ان تتحرّك الهمم وتزيل الغمّ عن مدينة الالم والمعاناة وقبل ان تكون لنا سلطة جهويّة قويّة وفاعلة وتدافع عن صفاقس وأهلها ولن يكون ذلك في القريب العاجل