تعهدت حركة النهضة التونسية تهدئة الأجواء بشأن أي رد فعل قد يعقب إعلان نتائج الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، التي بدأت اليوم الأحد لاختيار رئيس جديد للبلاد، في ظل منافسة ساخنة بين رئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي ورئيس الجمهورية الموقت المنصف المرزوقي. وأكّد عضو مجلس شورى النهضة مقداد العرباوي، في تصريحات خاصة إلى «بوابة الوسط»، أن الحركة ملتزمة بتعهداتها السابقة بشأن الوقوف على الحياد بين كافة المرشحين، لافتًا إلى أن الحركة تركت لقواعدها حرية التصويت للمرشح الأصلح، والتعهد بتهنئة المرشح الفائز وتهدئة أنصار الخاسر، قائلاً: «نجاح التجربة وفوز تونس أهم من فوز أي من المتنافسين». وأشار العرباوي إلى أن الحركة فضَّلت عدم خوض معركة الرئاسة لتجنب تعميق الانقسام الداخلي وتهديد استقرار تونس، رغم الضغوط الشعبية التي رأت أهمية خوض الحركة للمعركة الرئاسية، قائلاً: «تحملنا حالة الغضب والرفض لتلك الخطوة على أساس أن مصلحة تونس العليا ونجاح تجربتها أهم وأسمى للنهضة من المكاسب السياسية الضيقة». وأوضح عضو شورى النهضة أن الحركة ستتعاون مع الفائز بمنصب الرئيس، وتفتح ذراعيها للعمل المشترك مع كافة القوى السياسية في المرحلة المقبلة، على أمل أن تتسم بروح التوافق والتفاهم، على أن لا ينفرد تيار بمفرده بتقرير مصير الشعب التونسي، لافتًا إلى أن الدكتاتورية والانفراد بالسلطة انتهت بسقوط نظام بن علي. وتتخوف المؤسسة الأمنية التونسية من رد الفعل الغاضب لأنصار المرشح الخاسر في الانتخابات؛ خاصة إذا لم يعترف الخاسر بالنتائج، ولجأ إلى إثارة الجماهير بمزاعم التزوير وغيرها من الحجج، مما قد يسفر عن فوضى وتشويه للعملية الديمقراطية. وتنافس خلال الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية نوفمبر الماضي 27 مرشحًا، أعلن خمسة منهم الانسحاب قبل التصويت، وأسفرت عن تأهل السبسي والمرزوقي إلى جولة الإعادة؛ حيث حصل الأول على نسبة 39.46%، فيما حصل المرزوقي على 33.43% من إجمالي عدد أصوات الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات والبالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين و339 ألفًا.