الطاهر "ب " كهل يبلغ من العمر 59 سنة مصاب بمرض نفسي وإنفصام في الشخصيّة أقام بقسم الامراض النفسيّة بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس لمدّة عشرة ايّام وفي يوم 11 جانفي 2015 إنتقل إلى الرفيق الاعلى ويقول احد اقاربه أن الفقيد الطاهر سقط قبل وفاته وأصيب بكسر على مستوى الحوض ولكن لم يتفطّن له الممرّضون ونقله زملاؤه المقيمون في نفس القسم إلى فراشه وفي الصباح تمّ نقله للطبّ الإستعجالي ولم تقم إدارة المستشفى بإبلاغنا بذلك وسمعنا بالخبر عن طريق الصدفة ولمّا حاولنا زيارته عند الساعة العاشرة صباحا من يوم 11 جانفي 2015 بهذا القسم أبلغونا أنهم قاموا بإيوائه البارحة ولكنّه ولكنّه فارق الحياة ونحن آخر من يعلم فهل يعقل ذلك ؟ وهو ما أدخل الريبة في قلوبنا وجعلنا نشكّ في انه تعرّض للعنف ولسوء المعاملة فهل يعقل أن يحدث كلّ هذا ولا يقع الإتصال بعائلته ؟ ويضيف هذا القريب ان النيابة العموميّة امرت بعرضه على الطبيب الشرعي وفتح تحقيق في هذه الوفاة ..ولم نتمكّن من دفنه إلا يوم الثلاثاء 13 جانفي 2015 علما وانه سبق لهذا المريض أن تمّ إيواءه بنفس القسم سنة 2010 و2012 هذه عيّنة مما يحدث في غوانتنامو صفاقس والشهادات عديدة من أهالي المقيمين بهذا القسم وكلّهم يشتكون من سوء المعاملة رغم ان حالتهم الصحيّة تدعوهم إلى إيلاء عناية خاصّة جدّا بهم ويقول شاهد آخر أن إبنه يتعرّض للمعاملة السيئة وانه يعاني من جرّاء ذلك ويحاول الفرار من الجحيم الذي يعيشه ..وخاصّة من الضرب من طرف المرضى وحتى الإعتداءات الجنسيّة ..ويطالب هيئات حقوق الإنسان بدخول هذا القسم بصفة فجئيّة حتى يقفوا على هول ما يحدث داخله لأنهم ورغم فقدانهم لما يتمتّع به غيرهم إلا انهم بشر ولهم إحساس وشعور ومن حقهم ان ينعموا في دولة القانون بما يخفّف عنهم معاناتهم لا ان يقع التصرّف معهم على كونهم مجانين فهذا القسم هو للرعاية النفسيّة وكل من يدخله يريد الشفاء لا أن يصبح غرفة من غرف غوانتنامو ويتعرّضون للعذاب النفسي والجسدي فما راي الرابطة التونسيّة لللدفاع عن حقوق الإنسان وهل تعتبرهم " إنسانا " يمكن الدفاع عنهم ؟ وما رأي المشرفين على هذا القسم الذي توجّهت له عديد المرّات اصابع الإتهام ؟ وهل سيبقى المجتمع المدني شاهدا صامتا على ما يحدث ؟ ويكفي صمت وزارة الصحّة