ما الذي يمكن ان يميز حكومة جديدة عن سابقاتها؟ كلها كذبت و نهبت و عجزت و لم تكن حاكمة بل كانت صورية خاصة امام اتخاذ اتحاد الشغل قرارات الاضرابات العشوائية اضرت بالبلاد و العباد و غلاء المعيشة و تنامي البطالة و الفقر و طبعا … طبعا… اعمال العنف و الارهاب التي طالت امننا. لم تنجح كل الحكومات التي تتالت منذ الثورة المجيدة و حتى قبلها في اي ميدان من الميادين الاقتصادية و لا الاجتماعية و لن تنجح هذه الحكومة الا في صورة ما اتخذت قرارات جريئة و ليس بتقديم برامج تنموية لا يمكن تحقيقها لا اليوم و لا غدا لان الارضية التي تقوم عليها تلك البرامج ارضية غير قابلة لتحقيقها اصلا. كيف لمواطن جائع في بطنه و غير قادر على تعليم ابنائه ان يساعد على تحقيق برامج تنموية ربما تعود عليه بالفائدة (ربما)بعد 5 او 10 سنين؟ كيف لشعب اكثر من نصفه بلا مورد رزق قار ان يساعد على تحقيق برامج تنموية يعلم مسبقا ان الهدف منها اثراء الاثرياء على حساب الطبقة الضعيفة؟ كيف لشعب عاين بنفسه ان كل البرامج التنموية السابقة لم تكن سوى وسيلة لسرقة اموال الشعب من طرف حكامه؟ هل نسينا المخططات الرباعية و الخماسية و العشرينية التي اقامتها انظمة سياسية بورقيبية و تجمعية؟ اين هي اليوم؟ و اين مردودها؟ الم تكن كلها وسائل استثراء فاحش و سرقة من طرف ابناء الطبقة الحاكمة؟ لن تنجح هذه الحكومة، حكومة الصيد، الا في صورة ما اتخذت القرارات التالية: 1- تمكين كل عاطل عن العمل من منحة بطالة 2-تمكين كل فقير من منحة فقر 3-تحسين رواتب الطبقة الشغيلة الضعيفة 4-مضاعفة منحة الطلبة و ائمة بيوت الله 5-ضبط معلوم كراء السكن حسب المتر المربع و الاحياء و ليس عشوائيا كما يقع اليوم حيث اصبح ابسط بيت يساوي راتب موضف 6-ايقاف الرواتب الضخمة التي يحصل عليها مسؤولين سابقين خاصة اصحاب الاعمال و الممتلكات من وزراء و كتاب دولة و مديرين عامين استثروا استثراءا فاحشا ايام قيامهم بمهامهم و اولهم الرئيس السابق فؤاد المبزع الذي يمتلك الكثير الكثير في كل الميادين و كامل تراب الجمهورية و رغم ذلك يتكلف للخزينة العامة ما لا يقل عن 200.000 دينارا شهريا. بعد 58 سنة من سياسة عرجاء "لا تعل و لا تبل" وجب ان نعيد النظر في سياساتنا و ان نجعل من الانسان هدفا و وسيلة و نمكنه من حقه الذي فرضه الله في قوله تعالى: وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ.