القليل منا يتذكّر كيف نصبت NPK في صفاقس وكيف زرعت السياب في قلب المدينة ولكن الكثير منا ذهب ضحيّة هذه السياسات الهدّامة التي كسبت منها الدولة آلاف المليارات وخسر الصفاقسية مدينتهم وبحرهم وهواءهم وحتى كرامتهم … نفس هذه السياسات تواصل اليوم بمشروع توسعة ميناء صفاقس من الناحية الشمالية ليتم القضاء على ما تبقى لنا من امل في المصالحة مع محيطنا الطبيعي ليكون الإمتداد على حساب البحر وعلى مشروع تبرورة وإمكانيّة فتح شارع الحبيب بورقيبة عليه ليكون بمثابة المتنفّس للمدينة ولتتصالح المدينة مع ما تبقى من شواطئها الطريقة التي سيطبقونها ستنسي الصفاقسية في ايام "الكازينو " والناتاسيون لتصبح مرفأ للسفن و "الحاويات " ومخرجا للشاحنات الثقيلة التي ستزيد من خنق المدينة لنقول وداعا للبحر ولتبرورة ولحلم راود الصفاقسيّة لعقود ..سنستفيق يوما كما إستفقنا بعد NPK والسياب لنلعن حظنا العاثر وسعدنا " المكبوب" ويتباكى أحفادنا على ما فرطنا فيه تماما كما نبكي اليوم على ما فرّط فيه اجدادنا لتتواصل المأساة ويتواصل نفس التفكير المادي الذي قادنا لما نحن فيه فمن ساعد وفكّر وسينفّذ مشروع خنق صفاقس مجدّدا لا يختلف شيئا عن من سبقهم والاغرب أن أياد صفاقسيّة بنفس معاول الامس هي من تؤسّس لهذا المستقبل المظلم وكان التاريخ يعيد نفسه بكل قسوة على من يساهم في إقتصاد البلاد بنسبة تفوق 25 بالمائة فهل هكذا نجازي الصفاقسيّة ؟ هل أصاب نوّابنا في مجلس الشعب الخرس أو الجبن أو هل انهم مساهمون فاعلون في هذا المشروع ؟ الم يكتووا بنفس النار التي نعيشها حتى لا يقفوا في وجه هذا المشروع الظالم ؟ التاريخ الذي لم يرحم من سبقكم لن يرحمكم وسيحكي احفادنا عليكم كما نحكى اليوم عن اجدادنا فلا تبخلوا على صفاقس بلحظة صدق ..بلحظة حب ..بلحظة إعتراف بفضلها عليكم وعلينا …صفاقس تستنجد قبل فوات الاوان فإرحموها