تونس 9 ديسمبر 2009 (وات) رحلة بين ثنايا الماضي المشترك لبلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط ولا سيما منه تاريخ العلاقات التونسية الاسبانية يتيحها للزائرين معرض "بحر من القوانين" الذي يحتضنه المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) في تنظيم مشترك بين وزارة الثقافة والمحافظة على التراث والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط وسفارة اسبانيابتونس. ويحتوى هذا المعرض على حوالي 30 وثيقة بين صور ومخطوطات وكتب موضوعها التراث البحري والتجاري والقانوني لمختلف الشعوب التي تعيش على ضفتي البحر الأبيض المتوسط من القرن السابع وحتى القرن الثامن عشر وهو تراث يعكس التعايش والتبادل بين مختلف الممالك في شبه الجزيرة الايبيرية والمعاصرة لتونس الحفصية أولا ثم العثمانية فيما بعد. وسعى القائمون على المعرض الذي اشتركت في تنظيمه ايضا مكتبة المحامين في برشلونة الى عرض وثائق تبرز عمق العلاقات العريقة بين تونسواسبانيا والقائمة بشكل كبير على التبادل التجاري حيث تبرز إحدى اللوحات حفل استقبال إقامة حاكم تونس في القرن الثامن عشر على شرف تجار من برشلونة. ويعد هذا المعرض المشترك الاول من نوعه في تونس حيث تسجل هذه الوثائق المرجعية والنادرة التي تمثل جزءا هاما من الارشيف الاسباني أول انتقال لها الى بلد من بلدان الحوض المتوسطي وهو ما أكده السفير الاسباني خوان مارتينيز سالازار يوم الأربعاء خلال الافتتاح الرسمي للمعرض معتبرا ان هذه الوثائق تعكس عمق الراوبط بين البلدين. ولاحظ ان العلاقات السياسية والديبلوماسية كانت وثيقة بين تونسواسبانيا ويتجلى ذلك بالخصوص من خلال الرسائل التي أرسلها سلاطين تونس الى ملوك تاج أراغون خلال كل من القرن الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر. كما توجد في المعرض ايضا معاهدات تتعلق بالسلام والتجارة بين ملوك أسرة بوربون والسلاطين العثمانيين في القرن الثامن عشر. ومن ناحيته أبرز الدكتور عبد الوهاب بوحديبة رئيس مجمع (بيت الحكمة) أن هذا المعرض يوفر فرصة للوقوف على الروابط التاريخية التي كانت قائمة بين تونسواسبانيا سواء في ما يتعلق بما كان يجمع بينهما او بنقاط الاختلاف والتنازع بما يمكن الزائرين من الاطلاع على أهم الأحداث التي امتدت على 9 قرون كاملة.