تونس (وات) - حذر رئيس تحرير جريدة "القدس العربي" عبد الباري عطوان من وجود مؤامرات لتصعيد الفتنة الطائفية بالمشرق العربي وتفجير صراعات في المنطقة عامة الهدف منها إجهاض الثورات العربية التي انطلقت من تونس ثم مصر وواصلت طريقها نحو عدد أخر من الدول العربية. وقال عطوان في محاضرة قدمها عشية يوم الخميس بالعاصمة ان العمل يبقى القيمة الأساسية للحفاظ على هذه الثورة داعيا التونسيين إلى التحلي بالصبر والحكمة والتسامح والاستثمار في الإنسان من خلال استكشاف مواقع قوته، كما شدد على ضرورة ارساء القضاء العادل والمستقل واحترام القانون لتحقيق التنمية المرجوة وعلى ان تعمل النخب السياسية على تعزيز مكانة المرأة في عملية البناء. واستعرض رئيس تحرير جريدة "القدس العربي" في محاضرته التي تناول فيها موضوع "الصحافة والانتقال الديمقراطي" عديد التجارب الناجحة في العالم التي قادت شعوبها نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان والنماء على غرار البرازيل وتركيا وفنلندا مؤكدا ان الشعوب العربية ليست في حاجة إلى نماذج من الخارج بل إلى قيادات صادقة ونظيفة. وأكد على أن التأسيس لإعلام بديل في مرحلة ما بعد الثورة يستوجب المهنية والدقة في البحث عن المعلومة واحترام الرأي الآخر محذرا من الاعتماد على ما ينشر في الشبكات الاجتماعية كمصدر رئيسي للمعلومة. ولاحظ ان تركة أكثر من نصف قرن من الاستبداد والفساد تحتاج إلى طول نفس داعيا التونسيين إلى عدم الاستعجال وإلى تحمل الأعباء الناتجة عن الثورة وكلفتها التي قد تكون باهظة خلال السنوات الأولى. وتمحورت تساؤلات الحاضرين حول إمكانية استرجاع أموال الشعب التونسي المنهوبة من قبل النظام السابق والمودعة بالخارج، وكيفية الحفاظ على الثورة حتى تصل مداها وحمايتها من المتربصين بها والساعين إلى إجهاضها. يذكر أن الأستاذ عبد الباري عطوان قدم مداخلته في إطار أمسية نظمتها نقابة الصحافيين التونسيين بالتعاون مع نقابة أصحاب المؤسسات الإعلامية وحضرها بالخصوص رئيس الهيئة الوطنية للمحامين عبد الرزاق الكيلاني الذي تولى تكريم عطوان بإسناده ميدالية مائوية المحاماة التونسية. كما تقرر إسناد عطوان الانخراط الشرفي في النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين.