قابس (وات) - انتشر البناء الفوضوي بالواحات المجاورة للمدن ومن بينها بالخصوص واحة قابس بشكل ملفت إذ كان لغياب أعوان التراتيب البلدية الأثر المباشر في تشجيع عديد المواطنين على انجاز بناءات مخالفة للتراتيب العمرانية. فقد عمد الكثير من المتساكنين إلى قلع النخيل وتحويل عديد المستغلات الفلاحية إلى اراض للبناء فيما حلت محل النخيل الذي كان يميز المدخل الشمالي لمدينة قابس بناءات أفسدت جمال هذا المدخل. يذكر ان واحة قابس هي الواحة البحرية الوحيدة المتبقية بكامل منطقة حوض البحر الابيض المتوسط وتعمل العديد من الجهات المعنية بالشأن البيئي على المحافظة عليها وإدارجها ضمن التراث العالمي لما تنفرد به من خصوصيات طبيعية متميزة. ولئن يؤكد بعض المهتمين بهذه الواحة بان الوقت قد حان لإعداد مشروع متكامل يساعد على تحقيق التفاعل الايجابي بين الواحة والمدينة فان البعض الآخر يشدد على ضرورة توفير مقاسم اجتماعية تراعي القدرة الشرائية لضعاف الحال. وفي المقابل يرى آخرون أن مشكل الواحة أعمق من ذلك كله وله ارتباط وثيق بعديد الإشكاليات التي ينبغي إيجاد الحلول الملائمة لها ومن بينها تشتت الملكية والنقص الكبير في مياه الري وافتقاد الواحة للدور السياحي الذي كانت تضطلع به في الماضي إلى جانب تهرم النخيل وتشجيع المواطنين على البناء فيها من خلال تجهيزها بالمرافق الأساسية والتجهيزات الجماعية.