واشنطن (وات)- اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما مساء الاحد ان قادة الحزبين الجمهورى والديموقراطي في الكونغرس توصلوا الى اتفاق لزيادة سقف الديون الامريكية وتفادى تخلف محتمل عن سداد الديون يجنب الولاياتالمتحدة التخلف عن سداد ديونها الى جانب خفض العجز العام في الميزانية الفيدرالية. وقال الرئيس الامريكي في تصريح ادلى به في البيت الابيض ان الاتفاق يجب ان يقره مجلسا النواب والشيوخ في غضون الايام القليلة المقبلة . وفضلا عن انه ينص على رفع سقف الدين العام الامريكي مما يتيح لوزارة الخزانة استئناف الاقتراض بعد الثاني من اوت الجارى .. فان الاتفاق ينص ايضا على خفض الانفاق الفيدرالي بمقدار " الف مليار دولار" وتشكيل لجنة خاصة لخفض الانفاق يكون عدد اعضائها متساويا من كلا الحزبين ومهمتها تحديد اماكن الانفاق التي ستشملها الاقتطاعات في الميزانية بغية توفير مبلغ 1500 مليار دولار اضافية . وكشف مسؤول امريكي ان الاتفاق يتضمن رفع سقف الدين العام الامريكي بمقدار 2100 مليار دولار على الاقل ويخفض النفقات بمقدار 2500 مليار على مرحلتين . واوضح المصدر ان المرحلة الاولى من خفض النفقات قيمتها الف مليار دولار على مدى عشر سنوات وستبدأ فور اقرار الاتفاق وستشمل قطاع الدفاع وقطاعات اخرى على ان تكون حصة نفقات الدفاع من هذا الخفض بمقدار 350 مليار دولار على عشر سنوات بينما ستتولى لجنة خاصة في الكونغرس تحديد اقتطاعات المرحلة الثانية . واشار الى انه في ما يخص المرحلة الثانية من خفض الانفاق وقيمتها 1500 مليار دولار على مدى عشر سنوات ايضا فستتولاها لجنة خاصة في الكونغرس مؤلفة من عدد متساو من اعضائه الديمقراطيين والجمهوريين تكون مهمتها تحديد اماكن الانفاق التي ستشملها الاقتطاعات الاضافية . وينص الاتفاق على وجوب ان تتوصل هذه اللجنة الى تحديد القطاعات والبرامج التي ستشملها اقتطاعات المرحلة الثانية بحلول 23 نوفمبر القادم على ان يجتمع الكونغرس بمجلسيه لاقرارها على شكل مشروع قانون بحلول 23 ديسمبر . وقد وصل الدين الامريكي الى حده الاقصى وقدره 14294 مليار دولار في 16 ماى الماضي ولجأت الخزانة الامريكية الى ترتيبات محاسبية لمواصلة دفع المستحقات غير انها لن تتمكن من الاستمرار في تغطية المدفوعات بعد الثاني من اوت الحالي بدون الاتفاق . وكان قادة المال والاعمال في الولاياتالمتحدة حذروا من ان التخلف عن سداد الديون قد يضر بالنمو الهش الذى يشهده الاقتصاد الامريكي والذى ما زال يعاني من نسبة بطالة مرتفعة تقدر حاليا ب 2 ر 9 بالمئة بعد الازمة المالية العالمية عام 2008 . ولو لم يتم التوصل الى الاتفاق لكانت الحكومة الامريكية ستكون امام خيارين احلاهما مر .. اما التخلف عن سداد الديون واما وقف تمويل برامج اجتماعية لمساعدة الفقراء والمعوقين والمسنين والمرضى . واشاع الاعلان عن هذا الاتفاق اجواء الارتياح في اسواق المال اذ ان بورصة طوكيو ارتفعت على الاثر بنسبة 7 ر 1 بالمئة خلال تداولات صباح يوم الاثنين كما ان الدولار حذا حذوها مقابل العملة اليابانية متجاوزا لبعض الوقت عتبة ال 78 ينا للدولار وذلك مقابل اغلاقة يوم الجمعة عند سعر 73 ر 76 ينا. وكان زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الامريكي هارى ريد سبق الرئيس بلحظات في الاعلان عن هذا الاتفاق وذلك في كلمة امام المجلس قال فيها انه تم التوصل الى اتفاق وصفه بالتاريخي لرفع سقف الدين العام وتجنيب البلاد حالة التخلف عن السداد . واكد ان " التسوية التي توصلنا اليها مميزة ليس فقط بما انجزته بل بما تمنع حصوله .. أول تخلف عن سداد الدين الامريكي ". بدوره خرج زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ان " هذه لحظة مهمة لبلدنا ونحن سعداء بان الحزبين تمكنا من الاجتماع وانتاج الخطوط العريضة " للاتفاق .
