تونس (وات- تحرير بهيجة بلمبروك) - تاكيدا للدور الهام الذي يمكن ان يلعبه مريض السكري في المساهمة في علاجه، اختارت تونس شعار "توازن السكرى لديك يتطلب مشاركتك الفعلية" للاحتفال هذه السنة باليوم العالمي لمرضى السكري الموافق ليوم 14 نوفمبر من كل سنة. ويضطلع المريض بدور اساسي فى التكيف مع المرض وفي التعايش معه اذ ان اتباع تدابير بسيطة تتيح تحسين نمط الحياة هي من الامور الفعالة فى التوقي من عوامل الاختطار. وتتمثل هذه التدابير بالخصوص في تامين الرعاية الصحية المثلى للحالة المرضية وفي اتباع قواعد التغذية السليمة ونمط العيش الصحي والسليم. واوضحت الدكتورة منيرة المصمودي النابلي رئيسة مصلحة الامراض غير السارية بوزارة الصحة العمومية في هذا السياق ان تشريك المريض في علاجه يستوجب تغيير طبيعة العلاقة التي تربطه بالطبيب المباشر لحالته وإشراكه في اتخاذ القرارات المتعلقة بعلاجه فضلا عن مساعدته على الالمام باساليب الوقاية وكيفية التعايش مع المرض. ويتعين لتحقيق التعايش مع هذا المرض المزمن ان يحصل المريض على القدر الكافي والصحيح من التثقيف الصحي، وهو ركيزة وقائية اساسية تحول دون حدوث مضاعفات غير محمودة. ويشكل التثقيف الصحي ايضا اداة ضرورية لتزويد المريض بالمعارف الضرورية حول هذا المرض المزمن واساليب علاجة وطر ق الوقاية منه. كما يساهم في تعزيز المواقف الايجابية تجاه المرض وفي ترسيخ السلوكيات الصحية السليمة بما يمكن من اكتساب الممارسات الصحية اللازمة للتعايش مع المرض والتحكم فى علاجه. كما يسمح التثقيف الصحي للمريض بممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية ويتيح كذلك التقليص من كلفة النفقات الصحية. وبشكل عام يتحمل المريض نسبة 80 بالمائة من مسؤولية القرارات المتعلقة بعلاجه على غرار التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني والتحكم في الوزن ومراقبة نسبة السكر فى الدم. وفي هذا السياق تتنزل اهمية العلاقة بين الطبيب والمريض التي يجب ان تتطور الى علاقة تفاعلية نشيطة تعتمد على التكامل والتشاور. وتقدر الاصابة بمرض السكري على المستوى الوطنى حاليا عند الفئة العمرية 20 سنة فما فوق ب 17 بالمائة. ويتردد نحو 230 الف مصاب بالسكري على مراكز الصحة الاساسية سنويا، فيما تقدر نسبة الاصابات الجديدة التي يتم اكتشافها سنويا بحوالي 20 الف حالة جديدة من مختلف الاعمار. والسكرى هو حالة مرضية تحدث عندما يعجز البنكرياس عن انتاج الانسولين، وهو الهرمون المنظم لنسبة السكر فى جسم الانسان، بكمية كافية. ويعتبر الجسم مريضا عندما يعجز عن استخدام الانسولين وامتصاصه. ويؤدي اي نقص في افراز الانسولين او تراجع فاعليته مهما كانت الاسباب الى ارتفاع نسبة السكر في الدم وبالتالي ظهور مرض السكري. ويصنف هذا المرض الى صنفين، الاول عندما لا يستطيع البنكرياس انتاج الكميات الكافية والضرورية من الانسولين وهي الحالة التي يتوجب فيهاالحصول على جرعات من الانسولين يوميا. أما الصنف الثاني من هذا المرض فيكمن في عجز الجسم عن الاستفادة من هرمون الانسولين الذي يفرزه الجسم بكمية كافية. ومن اعراض السكري، فرط التبول والشعور المستمر بالعطش والاحساس المتواصل بالجوع وانخفاض الوزن والشعور المتواصل بالتعب وحدوث ضعف طارئ في البصر. وقد اقرت تونس برنامجا وطنيا لرعاية مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم يهدف الى تامين رعاية صحية جيدة والتقصى المبكر للمرض والتقليص من مضاعفاته. ويعتمد هذا البرنامج اساسا على تدعيم التثقيف الصحى وانتهاج علاقة تفاعل وشراكة مع وسائل الاعلام والمجتمع المدنى فى حملات التحسيس الوطنية والحرص على تعزيز التكوين والتخصص وتوفير جميع الوسائل الضرورية لتامين التكفل والاحاطة الناجعة بهذه الفئة من المرضى المزمنين. وتفيد تقارير منظمة الصحة العالمية ان عدد المصابين بالسكري يتجاوز 220 مليون نسمة فى جميع انحاء العالم، وتسجل اكثر من 80 بالمائة من الوفايات بهذا المرض فى البلدان ضعيفة ومتوسطة الدخل. وتسجل حسب هذه التقارير نصف الوفايات الناتجة عن السكري تقريبا بين من تقل اعمارهم عن 70 سنة، علما وان نسبة 55 بالمائة من هذه الوفيات تسجل بين النساء. وتتوقع منظمة الصحة العالمية تضاعف الوفيات المسجلة جراء مرض السكرى خلال الفترة بين 2005 و2030 .