تونس 12 نوفمبر 2010 (وات)- تحتفل تونس كسائر بلدان العالم يوم الأحد 14 نوفمبر 2010 باليوم العالمي لمرض السكري الذي ينتظم هذه السنة تحت شعار "النهوض بالنشاط البدني للوقاية من السكري". وتمثل هذه المناسبة فرصة للتأكيد على أهمية إتباع نمط عيش صحي سليم ومتوازن يقي من التطور الخطير الذي تشهده الأمراض المزمنة لاسيما منها مرض السكري نتيجة تأثير الحياة العصرية على السلوكيات والممارسات مما ادى الى تفشي الخمول وتراجع النشاط البدني الى جانب تغير العادات الغذائية وتزايد السلوكيات المحفوفة بالمخاطر على غرار التدخين. ويندرج الاحتفال بهذا اليوم العالمي في اطار تجذير ثقافة صحية واعية ومسؤولة بمرض السكري للوقاية منه في مرحلة اولى او التعايش معه بسلام في مرحلة ثانية وذلك تماشيا مع حملة منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد التي تمتد الى سنة 2013 تحت شعار "التثقيف لدى مريض السكري" والرامية الى تمكين مريض السكري من الاليات والوسائل الضرورية لفهم المرض والتحكم فيه. وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية يمثل النشاط البدني محركا للجسم يؤدي الى استهلاك الطاقة ويعتبر من أفضل الطرق لتحسين الصحة والمحافظة عليها حيث يمكن من الوقاية من عديد الأمراض مثل السكري والسمنة وأمراض الاوعية القلبية وغيرها. ويعتبر النشاط البدني مفيدا لكل الفئات العمرية وفي متناول الجميع دون استثناء فهو سهل ومجاني وممتع على غرار المشي السريع واستخدام السلالم وتمارين شد الجسم والسباحة وغيرها. وجدير بالتذكير ان الانتظام في ممارسة اي نوع من النشاط البدني لمدة 30 دقيقة يوميا على الاقل له فوائد صحية عديدة حيث يخفض امكانية الاصابة بالسكرى بنسبة 40 بالمائة ويتيح المحافظة على الوزن والتحكم في ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول في الدم وفي "جلوكوز" الدم والسكري. وفي المقابل فان نمط الحياة الخالي من النشاط البدني له انعكاسات كثيرة على الصحة حيث تشير دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية الى ان انعدام الحركة او قلتها تمثل احد الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة والعجز على مستوى العالم. وتشير احصائيات الفدرالية العالمية للسكري الى ان المرض يصيب حاليا 250 مليون نسمة ومن المرجح ان يبلغ خلال 20 سنة قرابة 380 مليون حالة. أما على المستوى الوطني فتبلغ نسبة الإصابة بمرض السكري 3ر6 بالمائة من مجموع السكان. وتتجاوز هذه النسبة 9 بالمائة عند الفئة العمرية بين 35 و70 سنة. وقد تمت سنة 2009 متابعة قرابة 226148 مصابا بالسكري بمراكز الصحة الأساسية اضافة الى اكتشاف ما يقارب 18049 حالة جديدة للسكري من مختلف الأعمار. وتحرص تونس على الاهتمام بصحة المصابين بأمراض مزمنة لا سيما من خلال البرنامج الوطني لرعاية مرضى السكري الذي يهدف الى تأمين رعاية جيدة للمصابين ودعم التقصي المبكر للمرض قصد التقليص من مضاعفاته. ويرتكز البرنامج أساسا على دعم التثقيف الصحي من خلال تنظيم حملات تحسيسية وتوفير الدعائم التوعوية حول السكري فضلا عن تعزيز التكوين المستمر وتسخير الإمكانيات الضرورية لتأمين التكفل والإحاطة الناجعة بهذه الفئة من المرضى. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمرض السكري أعدت وزارة الصحة العمومية برنامجا يشمل بالخصوص برمجة حصص إذاعية وطنية وجهوية حول الموضوع وتنظيم ايام مفتوحة للعموم لتقصي السكري من يوم 11 الى 14 نوفمبر 2010 بالعاصمة اضافة الى ملتقى وطني لفائدة اطباء الخطوط الامامية يومي 26 و27 نوفمبر حول الموضوع.