تونس (وات)- "بناء الديمقراطية في تونس: حق الجمهور في إعلام ذي جودة" ذلك هو محور الندوة التي نظمتها شبكة" تيوفراست" لتدريب الصحافيين في البلدان الفرنكوفونية بالتعاون مع الوكالة الجامعية للفرنكوفونية واليونسكو صباح يوم الاثنين، بالمركز الإفريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين. ولاحظ مدير معهد الصحافة وعلوم الاخبار محمد علي كمبي، أنه لا يمكن الحديث عن حرية مسؤولة للإعلام التونسي دون الحديث عن التكوين والمهنية، مضيفا أن المعهد وضع برامج تكوينية جديدة تهدف إلى الأخذ في الاعتبار الخصائص الاجتماعية والسياسية الجديدة في تونس وتجمع بين الصحافة والتنمية والديمقراطية. وأشار إلى أن هذه البرامج ترمي إلى تنمية قيم الحرية والمسؤولية الاجتماعية والبحث عن الحقيقة ونشرها وتطوير الحس النقدي لدى الصحفيين. وأفاد أن هناك عدة تحديات يتعين رفعها لتحسين مستوى الدراسة بمعهد الصحافة، من بينها انتقاء المتحصلين الجدد على شهادة الباكلوريا، قبل تسجيلهم بالمعهد خاصة وأن نظام التدريس الحالي بمعهد الصحافة "أفرز عدة ثغرات على مستوى التحكم في الأدوات اللغوية والثقافة العامة لدى المتخرجين". كما أكد على تطوير مناهج الدراسة وتمتين العلاقة بين مختلف وسائل الاعلام التونسية والمعهد وتقليص "الفجوة" بينهما. ومن جهتها أوضحت الأستاذة الجامعية سلوى الشرفي في مداخلة حول "وسائل الاعلام في تونس وتحديات المرور من الدعاية إلى الاعلام" أن الحرفية واحترام أخلاقيات المهنة هي من بين الشروط الأساسية لنجاح الصحفي. وقالت إن الاستعدادات لانتخابات المجلس التأسيسي تميزت منذ شهر ماي "بظهور المال السياسي والايديولوجيات"، مما جعل التغطية الصحفية لبعض وسائل الاعلام قبل وأثناء وبعد هذه الانتخابات، تتسم ب"عدم المهنية وضعف استعمال التقنيات الصحفية وقلة الملاحظة وغياب الحياد وكثرة الاشهار المقنع وطغيان الحديث عن الهوية العربية الاسلامية وغياب الدفاع عن حرية التعبير". وأفاد الخبير الدولي في الاتصال الصحبي بن نابلية، لدى تقديمه التقرير النهائي الذي أعدته منظمة اليونسكو، حول المرحلة الأولى من تقييم تنمية الإعلام في تونس، خلال الفترة من 24 مارس إلى 26 ماي 2011، أن التقرير قدم عدة توصيات تهدف بالخصوص إلى النهوض بالقطاع منها التنصيص على حرية التعبير والإعلام في الدستور الجديد ووضع إطار قانوني وتشريعي لسياسة إرادية تقطع نهائيا مع الممارسات الدكتاتورية وتساهم في بروز صحافة مهنية وحرة ومستقلة وتعددية. يذكر أن هذه الندوة التي تتواصل إلى غاية 18 نوفمبر الجاري، ستكون فرصة للتطرق إلى تنظيم القطاع الصحفي والإعلام الجهوي وآفاق العلاقات بين معهد الصحافة وعلوم الاخبار والمركز الافريقي لتدريب الصحافيين و شبكة "تيوفراست" لتدريب الصحفيين في البلدان الفرنكوفونية.