تونس (وات) - تعددت الاعمال الفنية التي تتناول تداعيات ثورة 14 جانفي حيث جسمها العديد من التشكيليين في لوحات فنية ووثق لها المخرجون في افلام سينمائية وحولها المسرحيون الى مادة درامية وكان اخر هذه التداعيات الفنية مسرحية "مونولوغ السبسي" نص واخراج حاتم بلحاج. هذه المسرحية تابع عرضها الأول مساء الخميس جمهور كبير في المسرح البلدي بالعاصمة جاء لاكتشاف اول تجربة للمسرحي فؤاد ليتيم في نوع اصر المخرج انه مونودراما. قصة المسرحية مستوحاة من احداث عاشها التونسييون ليلة 13 جانفي على اثر اخر خطاب توجه به الرئيس السابق الى الشعب التونسي باللهجة الدارجة ليعبر عن ندمه وليلفظ عبارته الشهيرة"فهمتكم".وخرج على اثر هذا الخطاب اتباع النظام البائد للتصفيق والهتاف بحياة ولي نعمتهم. هذه الحادثة كانت انطلاقة فؤاد ليتيم لتقديم مجموعة من المواقف باسلوب هزلي ساخر لوقائع عاشها التونسيون بداية من تلك الليلة الى اليوم. تنوعت الشخوص التي جسدها الممثل انطلاقا من شخصية محورية وهي شاب منطو على نفسه تقتحم فتاة حياته فجاة وهي الهاربة من اشخاص يلاحقونها ليلة 13 جانفي. هذه الفتاة تمكنت من اخراجه من عزلته وخوفه من الاخر وادخاله عالم السياسة والساسة والتيارات الفكرية التي برزت بعد انهيار النظام السابق. في هذا العالم المليء بالمتناقضات يتنقل فؤاد ليتيم من شخصية الى اخرى ويحاول تجسيد مظاهر المعاناة النفسية والواقع المرير وحالة الضياع التي يعيشها الكثير من شباب تونس في غياب استيعابه الكامل للماضي وفهمه المحدود للحاضر. "مونولوغ السبسي" مسرحية في عنوانها تلاعب بالالفاظ فكلمة "السبسي" وهي كلمة تطلق على غليون خاص كان يستعمل لتدخين "الحشيش" او ما يعرف اليوم ب "الزطلة" وهي ايضا جزء من لقب رئيس الحكومة المستقيل السيد الباجي قائد السبسي وهذا التلاعب اراده كل من حاتم بلحاج وفؤاد ليتيم فقط لشد انتباه الجمهور. ويعد هذا العمل الذي يعانق فيه فؤاد ليتيم الركح لاول مرة كممثل واحد في صنف الميلودراما ويعود به حاتم بالحاج الى المسرح، متوسطاعلى مستوى النص حيث تتداخل أحداثه بشكل غير منطقي كان من الممكن التغاضي عنه في ظل اداء مميز للمثل وهو ما غاب ايضا حيث كان اداء ليتيم غير مقنع وهو ما يدعو القائمين على هذا العمل الى مراجعة الشكل والمضمون على حد السواء.