تونس (وات) - مثل موضوع السلفية في تونس ومراحل تطورها ومستقبلها، محور ندوة فكرية نظمها بالعاصمة عشية اليوم السبت منتدى الجاحظ. وقال الأستاذ صلاح الدين الجورشي رئيس المنتدى"إن السلفية في تونس حالة جديدة ولم يسبق لهذا الفكر أن وجد له موقعا في تاريخ البلاد الحديث والقديم إلا مع أواخر التسعينات". ونبه إلى تأثيرات المرجعيات الخارجية على"الظاهرة السلفية" في تونس ملمحا إلى "تنظيم القاعدة" التي قال إنها "تحاول أن تجد لها موطئ قدم في تونس عن طريق المنتمين إلى الفكر السلفي". واعتبر الباحث سامي براهم أن السلفية "ظاهرة ثقافية" في حالة "إختمار" لكنها مرشحة للتطور في إتجاهات مختلفة بحسب البيئة التي يمكن أن توجد فيها ملاحظا أن الفكر السلفي في تونس لم ينتج داخل تفاعل وحراك ثقافي واجتماعي وبالتالي يصعب تحديد إن كان ظاهرة تعبر عن ذاتها أو عن أجندات أخرى. وتحدث عن دور السلفيين في ما بعد الثورة فبين ان مطلب السلفيين في بداية الثورة كان "إسمعوا منا ولا تسمعوا عنا" و"خلوا بيننا وبين الناس" معتبرا أن الإعلام لم يعطهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم وأوصد أمامهم أبوابه. وقدم الباحث في الفكر الإسلامي محمد القوماني السلفية على أن لها دلالة واحدة لكن بتعبيرات مختلفة، معتبرا أن الخطر يبدأ عندما "يعبر السلفيون عن أنفسهم بربط العلاقة بين الحق والعنف". وبين القوماني أن الحلول لإحتواء "الظاهرة السلفية" في تونس والتفاعل معها إيجابيا وتجنب السقوط في العنف تتمثل على حد قوله في "فتح الحوار مع السلفيين والإبتعاد عن منطق التخويف والإقصاء، وإعادة الإعتبار للمرجعيات الدينية المستنيرة واستعادة الحركة الإصلاحية داخل الفكر الإسلامي وقبول الرأي والرأي الآخر". يذكر أن منتدى الجاحظ جمعية تونسية غير حكومية مرخص لها منذ سنة 1990 ويهدف المنتدى إلى المساهمة في دينامية بناء فكر عربي إسلامي وفق مقتضيات العصر وتشجيع الحوار كقيمة ومنهج لبناء مواطنة فاعلة.