توزر (وات)- تتوفر بعض الحرف التقليدية بولاية توزر على قيمة مضافة خاصة تلك المشتقة من النخيل حيث يبدع حرفيو الجهة في تطويع الجريد والسعف وجذع النخلة وتحويلها إلى أعمال فنية ومنحوتات أو منتوجات تقليدية. ورغم بعض الصعوبات التي يواجهها قطاع الصناعات التقليدية فقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا من قبل حرفيي الجهة لتطوير ابتكاراتهم وتنويعها حتى باتت محل إعجاب التونسيين والأجانب على حد السواء. وفي هذا الإطار يقول الحرفي عبد الرزاق بن عيش الذي تجاوز الستين من عمره ونجح في توريث حرفته إلى أبنائه أن ما يقوم به من ابتكارات لإنتاج أثاث منزلي وتحف وديكور انطلاقا من مكونات النخلة يوفر مردودا ماليا طيبا على خلاف ما يزعمه عديد الحرفيين. وأكد أن منتوجه يستقطب حرفاء من كامل جهات الجمهورية ومن الخارج أيضا، مضيفا انه يعتمد في ترويج منتوجاته على بعض المصدرين نحو أوروبا أو في إطار طلبات خاصة ،مضيفا أنه من المقرر أن يشارك في معرض دولي بألمانيا خلال شهر أوت 2012 بفضل مؤسسة خاصة تسوق منتوجه في الخارج. غير أن نجاح بعض الحرفيين، لا يجب أن يحجب عديد الصعوبات التي يعرفها قطاع الصناعات التقليدية بولاية توزر لعل أهمها ما يتعلق بالإجراءات الإدارية التي قد تعطل عمل الحرفي وتحرمه من الحصول على الامتيازات أو القروض المسندة للحرفيين، فعلى سبيل المثال لم يتحصل الشاب محمد العربي بن عيش ابن الحرفي عبد الرزاق بن عيش على البطاقة المهنية إلا في الأيام الأخيرة فقط رغم ممارسته لهذه الحرفة منذ ما يزيد عن 17 سنة. كما يطالب البعض الآخر من مهنيي القطاع بالجهة بان تضطلع الدولة بدور أكبر في الإحاطة بالحرفيين وتشجيعهم معنويا وماديا لمواصلة عملهم في حين يدعو عدد آخر منهم إلى إحداث مراكز لتكوين الشبان في اختصاصات خشب النخيل حتى لا تندثر وليتم تطويرها مواكبة للحياة العصرية ولرغبات المستهلكين. ومن بين الصعوبات الأخرى التي يعيشها حرفيو ولاية توزر تلك المتعلقة بالحصول على المعدات والآليات التي تيسر عملهم، علاوة على إشكاليات الترويج لعدد كبير منهم لا تتاح لهم فرص المشاركة في المعارض الوطنية والدولية مما يضطرهم للتعويل أساسا على السياحة الداخلية خلال العطل والمناسبات.