تونس (وات) - أكدت أطراف حكومية ونقابية حضرت اجتماع جمع بعد ظهر اليوم السبت بالعاصمة بين وفد عن الحكومة المؤقتة ووفد عن الاتحاد العام التونسي للشغل، على نجاح الطرفين في اذابة الجليد الذي طبع العلاقة بين المنظمة الشغيلة وحركة النهضة خلال الفترة الماضية واتفاقهما على شروع اللجنة المشتركة للمفاوضات الاجتماعية في العمل بداية من الاسبوع القادم. فقد أوضح الوزير المكلف بالاصلاح الاداري محمد عبو ل (وات) ان اجتماع اليوم بين الحكومة المؤقتة والاتحاد العام التونسي للشغل شكل مناسبة لغلق ما اسماه ب"الخلاف بين المنظمة الشغيلة وحركة النهضة" وللاتفاق على شروع اللجنة المشتركة للمفاوضات الاجتماعية في عملها بداية من الاسبوع القادم. واكد أن "الحكومة لن تغلق الباب أمام النقاش وستستمع لاقتراحات المنظمة الشغيلة بكل اهتمام وجدية بغية الوصول إلى حلول توافقية ترضي جميع الاطراف." كما اعتبر عبو أن الظرف الاقتصادي والاجتماعي الذي تواجهه البلاد يجعل من سنة 2012 "سنة تنمية بالاساس قبل أن تكون سنة زيادات" لكن ذلك لن يشكل، من وجهة نظره، "عائقا في وجه المفاوضات وفي وجه النقاش". واشار الوزير إلى ان اجتماع اليوم يعد الثاني الذي يجمع الحكومة بالمنظمة الشغيلة بعد الاجتماع الاول المنعقد يوم13 فيفري الماضي برئاسة حمادي الجبالي رئيس الحكومة. ومن جهته كشف الناطق الرسمي باسم المنظمة الشغيلة سامي الطاهري في اتصال هاتفي مع (وات) أن الاجتماع "أفضى إلى توضيح العلاقة بين الطرفين، بالنظر الى أن الاتحاد كان قد عبر حسب قوله عن غضبه من الاعتداءات التي طالت بعض مقراته ومن الهجمة الموجهة ضده"مؤكدا في نفس الوقت على استقلالية قرارات الاتحاد ومواقفه. واضاف الطاهري انه تم الاتفاق على شروع اللجان المشتركة في العمل خاصة منها "تلك المهتمة بملفات المفاوضات الاجتماعية والمناولة والسياحة وعمال الحضائر وبالاليات الكفيلة بالقضاء على التشغيل الهش." وشدد على أن الاتحاد يطالب الحكومة المؤقتة بسرعة التعاطي مع عديد الملفات المستعجلة مثل الملفات القطاعية والمناولة والسياحة التي تحتاج حسب تقديره "إلى حلول لانقاذ باقي الموسم السياحي الحالي." واشار الطاهري إلى ضرورة أن "تنبني العلاقة بين الحكومة والمنظمة الشغيلة على الوضوح والصراحة والتعامل الندي والاحترام المتبادل." وبخصوص انتظارات المنظمة الشغيلة من تعهدات الحكومة المؤقتة اليوم، قال الطاهري "سننتظر المتابعة والتطبيق ... ويجب على اللجان المشتركة ان تتشكل وتكون فاعلة وجدية وتنجز الاعمال المنوطة بعهدتها." يذكر ان اجتماع اليوم ضم وزراء الصحة والمالية والاصلاح الاداري واحد مستشاري رئيس الحكومة وأربعة أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل.